إننا حينما ندرس حياةَ العظماء في تاريخ البشرية جمعاء ندرك قدرتهم العجيبة على احتواء الناس بالإنصات إليهم, وهاهنا أضع بين أيديكم جملة من أبجدياتهم التي حتما سوف تنقل استماعكم العادي إلى الإنصات الراقي:
* قرر أن تنصت بكل جوارحك ,استمع ضعف ما تتحدث به واغرس في داخلك أنك تريد أن تستفيد من الكل لتكتسب الثقافة والعلم (فلا يعنى الإنصات أن تستمع بهدوء لما يقوله الآخر، وإنْ كان ذلك صعبا على النفس، ثقيلا على الصدر، كما لا يعني الإنصات أن تتشرب الكلمات القادم إليك بل أن تتحسّس ما يلفّ الكلمات ومن مشاعر فياضة،وما ينسكب منها من شعور ٍ جميل).
* أنصت لمن يحدثك حتى تفهمه وطهر قلبك من الأحكام المسبقة في ثنايا حديثه وإياك أن تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له أو تستعجل في ذلك. * تبنى الاهتمام والتفهم لا التحليل والتفكير.
* حثه على المواصلة بصوت هادئ فإذا توقف عن الكلام قل له: حسنا..وماذا بعد..أهااا.... لكي يدرك اهتمامك وعدم انزعاجك بما يقوله.
* لا تتردد بالاستئذان بلطف وسؤال الآخر عما يقصده أثناء إنصاتك له.
* لا تتظاهر بأنك تستمع لأن ذلك يتضح عاجلا أم آجلا.
* استخدم لغة الجسد لتتفاعل معه وشجعه كأن تقول: نعم.صحيح..,أو أن تومئ برأسك وتحرك يديك قليلا مؤكدا ما يقوله.
* لا تقاطع أبدا ولو طال الحديث واستشعر الأجر فلطالما حلت مشاكل وزاحت هموم فقط بالإنصات وانتبه من أن تلقي عليهم أسئلة تضعه في موقف دفاعي.
* مهما كنت مستمعا للحديث الذي يقوله الآخر بل تحل بالمروءة والذوق وإياك أن تقاطعه بقول: إنني أعرف! أو أن تكمل له الحديث عنه! وتذكر قول الشاعر:
إذا ما روى الراوي حديثا فلا تقل
سمعنا هذا قبل أن يتمه
ولكن تسمع للحديث موهما
بأنك لم تسمعه فيما تقدمه.
* إن كان غاضبا لا تطلب منه أن يهدئ من روعه بل كن جادا وأنصت له بهدوء وإن وجدت إنسانا يبدو عليه الكدر والهم فاسأله عما يحزنه وإن تحدث أنصت ولا تطالبه بالزيادة.
* قف مكانه وضع مشاعره محل احترامك مهما كانت خاطئة ووضح له بلطف شديد وبطريقة غير مباشرة على الفعل الصحيح ودعه يعتقد أنه من توصل إليه كأن تقول: ما رأيك ب....؟ما لطريقة التي تفضلها أنت وتجدها الأفضل ل...؟؟.
*حينما تتملكك الرغبة في الحديث أثناء حديثه! خذ نفسا قبل أن تشرع في كلامك فبهذه الطريقة سوف تعطي المتحدث الفرصة الكاملة حتى ينتهي وتستبعد عن مقاطعته مما يعبر عن احترامك له وستقربه إليك.
* جاهد نفسك وكن من العظماء وتحل بالإنصات ولتعلم أن من أهم أسباب مشاكل الناس هي عدم إحسان الإنصات إليهم. فكم من موضوع أسيء فهمه سواءً كان مع أسرنا،أو أقاربنا أو أصدقائنا،و زملائنا في العمل,وأدى إلى قطيعة أو خلاف بدأ صغيراً ثم أصبح كبيراً !