نعيش بدايات فصل الشتاء الذي له حالة تأهب واستعداد لمداهمة البرودة بعد صيف حارق، وإن اتفقا على وجود أخطار، لكن فصل الشتاء يتطلب المزيد من الحذر لتواجد النار التي تستتر خلف وسائل التدفئة، فنحن نقرأ ونسمع عن حالات الاختناق، والحرائق المنزلية، جثث متفحمة، ومنازل تستحيل إلى رماد، بسبب الاستخدام السيئ لتلك الوسائل، وما يندرج تحتها من الفحم والشمع، كلها كفيلة أن تسمعنا الأخبار السيئة التي تضيق لها الصدور.
وفي شريعتنا التي وسعت كل شيء، كان التحذير من النار متواجداً، ففي السنة النبوية إرشاد وتوجيه لتحقيق مبدأ السلامة، وعليه يتم تحجيم الأخطار، والحد منها، فكان التحذير من النار يقول - صلى الله عليه وسلم -: (لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ)، وفي حديث آخرَ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ : احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ) البخاري.
قواعد السلامة مرسلة إلينا.. ونسمع نداءات التحذير، لكن هناك إما جهل باستخدام وسائل التدفئة فتنقلب بسلبياتها، أو أن هناك من يضعون أصابعهم في آذانهم عن سماع تلك التحذيرات.. فتجد منازلهم ألغاماً مؤقتة في الشتاء، بعد زراعة لهيب النار في غرف النوم، وأماكن الدعة والراحة، وخلو كثير من المنازل من وسيلة إطفاء الحريق، وإن وجدت فمع الأسف هناك من لا يحسن استخدامها، وتركن كأدوات الزينة.
علينا جميعاً العمل على تطبيق مبادئ السلامة في منازلنا، وأن لا ننتظر الحوادث بعدها نلقي بتهم التقصير على كاهل الدفاع المدني، وننفي عن أنفسنا العلاقة الخاطئة بالنار.
* بريدة