يعد العمل الدعوي من أشرف الأعمال والقربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى؛ والتي شرف الله بها بعض عباده المتقين، حيث حملوا لواءه وتحملوا مهامه وصبروا في هذا غاية الصبر لنيل رضا الله جل وعلا. والمرأة نصف المجتمع وهن شقائق الرجال؛ إذ يجب عليها ما يجب على الرجل في مجال الدعوة، والمرأة مأمورة به وعليها أن توجه وترشد أخواتها المسلمات وتؤدي دورها الإرشادي والدعوي الذي يوازي دور الدعاة الرجال.
يقول الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، ولقد كان الرسول الكريم يؤهل نساء المؤمنين ليكن دعاة من بعده للإسلام، من خلال توجيهاته وتصويبه وتخطئته لهن، حتى برز أثر تأهيله في أمهات المؤمنين كعائشة وحفصة وغيرهن وباقي نساء الصحابة مما لا يسع المجال لذكره هنا. ولاشك أن النساء بحاجة ماسة إلى الداعيات وتبرز الحاجة لهن في كثير من المواسم كموسم الحج لعدة أسباب:
1- كثرة المسائل المتعلقة بالنساء خصوصاً كمسائل الحيض والنفاس، مما يتعذر ذكر تفاصيله فيما لو كان المسؤول رجلاً.
2- تعقد كثير من المسائل المتعلقة بالمرأة نظراً للمتطلبات العصرية مما يجعل المرأة الداعية أكثر فهما لها.
3- القرب الوجودي للداعية مما يضفي اطمئناناً نفسياً للاستزادة من العلم الشرعي عن قرب وتصحيح ما يحتاج إلى تصحيح نظرا لتفشي الأمية في كثير من المسائل الدينية لدى كثير من النساء.
ومن المؤسف حقاً أننا لا نرى أثراً وجودياً للداعيات في مثل هذه المواسم مع شدة الحاجة إليهن، وهذا برأيي يعود لعدم وجود جهة داعمة لدور الداعية، حيث يقتصر دور كثير من الحملات في الحج على تحصيل الدعاة وتغييب دور الداعية في كثير من الأحايين. لذا فإنه لابد من:
- تأهيل عدد كبير من الداعيات تأهيلاً تأصيلياً شرعياً، قبل موسم الحج ليكن المرجعية للفتاوى المتعلقة بالنساء.
- دعم الداعيات دعماً معنوياً مع وجود جهة تنظيمية لتوزيع الداعيات في أكثر من موقع، حتى يتحقق الغرض المنشود من وراء ذلك.
ونسأل الله تعالى أن يوفقهن لخدمة دينهن وإعلاء كلمته إنه سميع مجيب
* الرياض