طهران - أحمد مصطفي
تهديدات المرشد الإيراني علي خامنئي لقادة الإصلاحات (مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي) لم تلق أذناً صاغية لدى هؤلاء ولا حتى في أوساط الإصلاحيين، فلقد استمرت المحافل الإصلاحية باعتراضاتها في الجامعات والمؤسسات الأخرى، وقد واصلت أجهزة الأمن اعتقالاتها للنخب الإصلاحية في الجامعات والوزارات المهمة.. كما شملت الاعتقالات بعض النساء الإصلاحيات وصدور أحكام من محكمة الإصلاحات بحق معتقلي الإصلاحات بشكل سري فيما واصلت عوائل المعتقلين تجمعاتها الاحتجاجية أمام مبنى الادعاء العام.. في هذا السياق لم تمنع المضايقات والتهديدات أقطاب الإصلاحات من مواصلة التحرك الميداني داخل طهران، فلقد زار زعيم جبهة الثقة الوطني الشيخ مهدي كروبي المرشح مير حسين موسوي في منزله، وخلال اللقاء الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات تبادل الرجلان الأحاديث حول التطورات في الداخل الإيراني.. وقد فضَّل كروبي زيارة مير حسين موسوي بسبب الرقابة الصارمة على خطه الهاتفي من قبل أجهزة الأمن.. وخلال اللقاء شرح مهدي كروبي للموسوي حكاية تعرضه للضرب وجرحه في معرض طهران الدولي للصحافة قبل أربعة أيام وكيف أسقط أنصار الرئيس نجاد عمامته وهم يرددون شعارات الموت للمنافق والموت للكذاب وقال كروبي: المعروف إنه في كل معارض الدنيا يلتقي المفكرون والشخصيات الثقافية والفكرية لتبادل وجهات النظر الفكرية والأحاديث السياسية والثقافية، لكن في هذا المعرض ورغم تعطيل الصحافة ومواقع الإنترنيت للإصلاحيين أصبح تبادل اللكمات والضرب بدلاً من تبادل المعلومات والحوار).. من جانبه أشار مير حسين موسوي إلى أن الناس من أنصارنا ورغم تعطيل صحافتنا الإصلاحية حضروا إلى موقع المعرض في مصلى الخميني وكانوا يتصورون بأننا سنحضر إلى معرض طهران لأجل زيارتنا وأن حضورهم الكثيف قد ألقى الرعب في قلوب الأقلية (حكومة نجاد).. وفي موضوع آخر تطرق الشيخ كروبي إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والثقافية في إيران في ظل حكومة نجاد وقال مخاطباً مير حسين موسوي.
لقد ترأستم رئاسة الوزراء في زمن الحرب وكانت البلاد تمر في فترة حرب مع العراق عام 1980 - 1988 لكن الناس كانت في وضع اقتصادي جيد، لكننا اليوم تخريب في كل شيء، وأن الناس لا تملك قوت عيشتها، بل لا تملك النقود لأجل الذهاب للعلاج.. وتطرق إلى انتشار الخرافات الدينية في إيران وقال: إن حكومة نجاد نشرت الخرافات وإنها تقول: (إن مسجد جامكران، وهو عبارة عن سرداب تدّعي طائفة الشيعة بأن المهدي سيظهر فيه يوجد في مدينة قم جنوب طهران 700 كيلومتر) هو بمثابة المسجد الأقصى والمسجد الحرام في مكة.
من جانبه أشار مير حسين موسوي إلى مباحثات إيران النووية في جنيف وقال: لقد وضعوا أنفسهم في مأزق فإذا قبلوا بتخصيب اليورانيوم في الخارج فتلك مصيبة وإذا لم يقبلوا فستنزل على رؤوسهم العقوبات الدولية وتلك مصيبة أعظم.. وتحدى موسوي تهديدات الحكومة وقال: لن تعود الأمور في إيران إلى ما كانت عليه قبل 12 يونيو حتى لو أعدموا الناس واعتقلوهم أو حاكموهم تأتي تهديدات موسوي في وقت هاجم فيه المرشد الإيراني علي خامنئي المعارضة الإصلاحية في الداخل بسبب معارضتهم لنتائج الانتخابات.. وقال خامنئي لدي لقائه النخبة العلمية في إيران: إن من لا يؤمن في نتائج الانتخابات يُعد جريمة كبرى وأضاف: لقد أوضحت لهؤلاء في رسائل خاصة كيف استثمر الأعداء إثاراتكم.. وكان المدعي العام الإيراني محسني أزهي قد أكد على وصول شكوى من البرلمان موقعة من قبل 100 نائب تطالب بمحاكمة مير حسين موسوي وفق المواد 610 و618 والمتعلقة بضرب الأمن القومي في البلاد والحملات الدعائية ضد النظام وقال: لقد استلمنا الشكوى قبل ثلاثة أيام من قبل ممثلين عن البرلمان.