في إجابة للدكتور عبد العزيز السبيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام، على سؤال طرحه الزميل احمد الدهلاوي بجريدة الاقتصادية حول الجمعيات الأربع: الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والمسرح، إضافة إلى جمعية التشكيليين التي لم ير لها أي نشاط أو برامج ملموسة، وأنا هنا لست في موقف الدفاع عن جمعية التشكيليين تاركا ذلك لوقته.. لكن تعليقي اليوم على عبارته التي وضع بها إصبعه على الجرح حينما قال (هناك أسباب عديدة لغياب النشاطات والفعاليات في تلك الجمعيات من أبرزها تغلب (الأنا) في مجالس إداراتها على (ال نحن)، مضيفا أن ليس لدينا تجربة كبيرة فيما يتصل بالعمل الجماعي، فالفنانون، أستثني الكثير منهم، ودعنا نقول بعض الفنانين هم كبار لهم أعمالهم المتميزة لكنهم تعودوا في حياتهم أن يرتبطوا بفنهم).. انتهى تعليل الدكتور السبيل لنقول إنه لم يخطئ الوصف أو التبرير، وهذا الأمر ينطبق على واقع أي إبداع على المستوى العالمي؛ فقضية (الأنا) أو(حب الذات) إن صح التعبير وما يتولد منها من (غيرة) يتبعها بحث عن سبل إخفاق الغير وإحداث المعوقات أمامهم خصوصا إذا كان أطرافها فنانين، وما أريد إضافته هو أن مثل هذا الإخفاق لا يتعلق بمجالس الإدارات فقط، بل يتحملها كل فنان سجل اسمه مؤسسا أو عضوا جديد في الجمعية حينما يتسلم بطاقة عضويته ليصبح له حقوق وعليه واجبات على أن يفهم معنى (الواجبات) وتقديمها قبل الحقوق لتسير الجمعيات بالشكل السليم وتصبح (أل نحن ) التي قال الدكتور السبيل إن أعضاء الجمعيات الأربع يفتقدونها هي المنطلق والقاعدة التي ترتكز عليها مجالس الإدارة وأنشطة أي من تلك الجمعيات لتأتي مرحلة البحث عن سبل الدعم ومنها المادي الذي يعتبر الوقود المحرك لآلة الإبداع المنظم تحت مظلة رسمية (وزارة الثقافة والإعلام) كونها الأجدر بتأمين هذا الدعم والقادرة عليه لتأخذ تلك الجمعيات بتخصصاتها إلى الواقع ونشره محلياً وعالمياً في وقت لا نجد فيه قطاعا خاصا يؤمن بهذه العطاءات التي تعد ثروات وطنية وعنوان حضارة.
إن الجمع بين الإحساس بالذات (الإبداعية) والعمل الإداري الذي يحتاج للحكمة والتوازن وقبول الرأي الآخر وامتلاك مساحة من التنازلات لصد الصدمات وردود الفعل القاسية، قضية لن تتشكل أو تتبلور بين يوم وليلة مع أنني أرى أن دور الفنان هو الإبداع وعلى الآخرين إدارته، مع قناعتي بأهمية التجربة من مبدأ (أعط الخبز خبازه ولو اخفق..) مع أن تلك الجمعيات لا زالت في مهدها لم تصل حتى إلى مرحلة الخطوة الأولى.
لكن نختم بالقول إن لم تنجح تجربة إدارة المنتمين لتلك الجمعيات لإبداعهم؛ فالحل أن تشكل إدارات الجمعيات بإفراد من خارج تخصصاتها.
MONIF@HOT MAIL.COM