Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/11/2009 G Issue 13552
الخميس 17 ذو القعدة 1430   العدد  13552
لما هو آت
لكِ وحدكِ...
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

هذا الشتاء يداعبنا بنسائمه، والصيف يودعنا عند حافة الغروب...، يحمل من السَحر صفحة خده، ومن الفجر وضاءة جبهته ومن الضُّحى صمت تأمله.. المواسم تسأل الإنسان عن خانتها في وقته..، تسأله عن قربه، أو بعده عن قرة مقدمها..، أو محطة وداعها..

كنتِ دوماً ما تأخذيننا يا نوارة لنستقبل المواسم..، ونودِّعها، لأنكِ حَريةٌ بالنبض، حريصةٌ على الشعور، لم تكني تؤمنين بأن ثمَّة ذرة في كوكبنا، لا تشعر، المطر عندك يتكلم، والظلام في قاموس حسَك ينبض، والحجر الذي يندس بين صخرة..، وموجه لديه أسراره، التي يمكن على أقل تقدير، أن يفضي بها لقدم تعبث بالماء، في لحظة دعة..

هذا الخميس..، الهواء ينبئ بالشتاء، براءة الصغار، تركض فرحاً بشيء من حرية الإنطلاق من عرق الحر، ملابسها مزركشة حدَّ وادعة الطفولة في محضن الراحة، المنطلقة بحرية الهواء..،

الفضاء لا يحمل لها خوف العدوى لأنها متحررة من سوء النية...، طفولة الصغار، موسم آخر لبراءة الصورة، وللوحة القلب..

ولعلني في هذا الصبح..، أتنفس عبق فكركِ الفسيح، وأتخيله مُجسداً بين ألوان محبرتي..، وريشتي، أرسمه فضاء شاسعاً..، مزركشا بفسائل نبضكِ، وتخيلات حسَّكِ، وأبجدية تعبيركِ..

نوَّارة: كثيراً ما تساءلتُ، من أيِّ المواسم أنتِ؟..

أيُّ عجينة رُكِّبتِ منها..؟

يا لله..، كم كنتِ غنية ثرية، حتى فاضت بكِ المواسمُ..، و... تهطل حتى مفرق الشتاء الآتي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد