كنت أشاهد أحد البرامج التلفزيونية بإحدى القنوات الفضائية التي استضافت المخترع السعودي مهند ابو ديه وبالتأكيد معظمنا سمع أو قرأ عن هذا الشاب الذي يعد مفخرة للوطن ليس فقط باختراعاته التي أدهشت الكثيرين وانما بطموحه وإصراره على الاستمرار في تحقيق نجاحاته حتى بعد فقده إحدى ساقيه ونعمة البصر.
لقد راودتني مشاعر الحزن والفرح بينما كنت استمع إلى هذا الشاب الأعجوبة وهو يرفض ان يطلق عليه لقب (معاق) لأن ما حصل له لم يعيقه عن عيش حياة طبيعية كغيره ولا أريد أن أقول كغيره لأنه تفوق ليس على إعاقته فحسب وإنما على أقرانه ممن يتمتعون بكامل صحتهم, حتى أنه يقول: (أشعر بأني أقف على جبل من الطموحات (وكيف لا وهو في صدد الكشف عن أربعة اختراعات جديدة وتأليف كتاب (كيف تصبح مخترعاً).
ولم يكتفِ أبو ديه في إبهارنا بأفكاره وإنجازاته وبصيرة الأعمى التي ترى افضل من بعض المبصرين الذين عميت بصائرهم عندما بدأ يتحدث عن حُلمه وهدفه الاستراتيجي في هذه الحياة وهو اكتشاف مليون اختراع، ومن يسمع هذا الرقم يرى فيه مبالغة جعل منها هذا الشاب ممكنة عندما قال (حلمي ان اقدم مليون اختراع عن طريق تأهيل مليون شخص ليكون مخترعاً) انتهى كلامه.
إن هذه العزيمة تقودنا إلى التفكير في ما يسعى هذا الشاب لتقديمه لوطننا وأبنائه بجانب اختراعاته وهو نشر ثقافة اقتصاد المعرفة أو مجتمع المعرفة التي من أهم مقوماتها الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارة العالية القادرة على الإبداع والابتكار.
إن مهند وأمثاله من الشباب يجب أن يكونوا قدوة لشبابنا الذين يخلقون لأنفسهم المعوقات التي تعيقهم دون تحقيق أحلامهم فسبحان الذي قدر لنا كفيفاً كي يقود المبصرين ويلهمهم.
وكيل كلية المجتمع - جامعة الملك سعود