الرياض - حازم الشرقاوي:

تساهم المملكة ضمن أعضاء مجموعة العشرين في مراجعة النظام المالي العالمي وتعزيز دور وفاعلية المؤسسات المالية الدولية والتغير المناخي، بالإضافة إلى قضايا الاقتصاد الكلي وصياغة إطار للنمو المتوازن والمستدام، وذلك في اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين التي تبدأ في مدينة سانت أندروز البريطانية غداً الجمعة، ويرأس وفد المملكة وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف.

ويضم الوفد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر، ووكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية المكلف الدكتور سليمان التركي وعدداً من المسئولين في الوزارة والمؤسسة.

وتجيء مشاركة المملكة كعضو رئيسي في مجموعة العشرين كونها واحدة من الدول التي استطاعت بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تحقيق طموحات شعبه في المملكة والشعوب النامية بمبادئها الأخلاقية الثابتة ومبادراتها النوعية وأعمالها الإنسانية المشرّفة ومساهماتها التنموية الطموحة على مدار السنوات الماضية، وكونها أيضا أكبر منتج ومصدّر للنفط في العالم، وصاحبة الاقتصاد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وتمتعها بالمركز 12 عالمياً في صادرات السلع، وسجلت المركز 13 في التنافسية العالمية والمركز 18 من بين أكبر 20 إقليماً اقتصادياً عالمياً في قيمة الناتج المحلي الإجمالي الذي فاق 560 مليار دولار في العام الماضي.

تمثل مجموعة العشرين العالمية 20 إقليماً اقتصادياً تضم 46 دولة، وهي بالترتيب حسب قيمة ناتجها المحلي: الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، أمريكا، الصين، اليابان، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الهند، روسيا، البرازيل، المكسيك، كندا، كوريا الجنوبية، تركيا، إندونيسيا، أستراليا، السعودية، الأرجنتين، وجنوب أفريقيا. مع مشاركة كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ورئاسة الاتحاد الأوروبي (فرنسا) ورئيسي اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (IMFC) ولجنة التنمية (DC).

وتمثل هذه الدول في مجموعة العشرين 75% من شعوب العالم و85% من اقتصاد العالم و90% من قيمة التجارة العالمية.

وقد كانت قيمة الاقتصاد العالمي قبل انهيار الأسواق المالية والعقارية في نهاية العام الماضي، تساوي 56 تريليوناً من الدولارات. فقط وصلت خسائر العالم إلى 17 تريليوناً من هذه القيمة، تعادل 150% من قيمة التجارة العالمية في السلع والخدمات، معظمها كانت نتيجة الخسائر التي منيت بها اقتصاديات الدول المتقدمة والتي سارعت متأخرة لمعالجتها والحدّ من تفاقمها.

وقد انخفضت الصادرات بنسبة 20% في سنغافورة و35% في اليابان و41% في بعض دول أمريكا الجنوبية و42% في مجموعة الدول النامية. وانخفض حجم النقل الجوي بنسبة 26% في جميع أنحاء العالم، بينما انخفض نمو القطاع السياحي والفندقي بنسبة 16%.

وكانت قد أنشئت مجموعة العشرين بناءً على مبادرة من مجموعة السبع عام 1999 لتجمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول الناشئة كالصين والبرازيل والمكسيك، لمناقشة الموضوعات الرئيسة التي تهم الاقتصاد العالمي. والمجموعة منتدى غير رسمي يهدف إلى تعزيز الحوار البناء بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة، خاصة فيما يتعلق باستقرار الاقتصاد الدولي.

وقد جاء إنشاء المجموعة رد فعل على الأزمات المالية التي حدثت في نهاية التسعينيات خاصة الأزمة المالية بجنوب شرق آسيا وأزمة المكسيك، وكاعتراف بأنه لم يتم بشكل مناسب ضم الاقتصادات الناشئة لصميم الحوارات الاقتصادية العالمية.