طهران - أحمد مصطفى
حاصرت أعمدة الدخان شوارع طهران أمس بعد إضرام الإصلاحيين النيران في أماكن الزبالة والنفايات كما سجلت حوادث لإحراق العجلات وتحطيم الزجاج لمبان حكومية اعتراضاً على النظام؛ ومثلما توعد الإصلاحيون رجال الشرطة وقوات الحرس فقد خرج المتظاهرون منهم إثر تهديدات سابقة للحرس الثوري وهم يرفعون لافتات الموت للديكتاتور والموت لروسيا بدلاً من الموت لأمريكا، وقد اشتبكت قوات الشرطة الإيرانية مع متظاهرين إصلاحيين من أنصار مير حسين موسوي حيث سقط أعداد من الجرحى ما بين الفريقيين وتم اعتقال أعداد كبيرة. وقد شهدت شوارع طهران حضوراً كبيراً لقوات الشرطة والبسيج فيما حاصرت قوات للشرطة جامعة طهران ومنعت الطلبة من أنصار مير حسين موسوي من الخروج إلى الشارع بعد احتدام المعارك في داخل الجامعة ما بين البسيج والطلبة وحاصرت جامعة طهران وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع فيما أطلقت العيارات النارية لتفريق المتظاهرين قرب ساحة الجامعة بطهران عندما نجحت جماعات بكسر الأبواب والخروج من الجامعة؛ ووسط طهران تجمعت أعداد كبيرة من أنصار موسوي في مقابل الشرطة وقوات البسيج في نفس الساحة وقامت الحكومة بإغلاق محطات للميترو أمام جماعة موسوي الذين يريدون الوصول إلى الساحة من خلال الميترو ولم تمنعهم تلك الإجراءات من التجمع بشكل مكثف بعد الاشتباك مع رجال الأمن إلى حرق براميل الزبالة؛ وقد ردد الإصلاحيون شعارات ضد الرئيس أحمدي نجاد امتدت لمواقع أخرى من طهران وقد اعتقلت أجهزة الأمن أعدادا من الإصلاحيين في مناطق متفرقة من طهران؛ وحضر مهدي كروبي مع أنصار الاصلاحات وقاد مظاهرة إلى السفارة الأمريكية لكن تلك المظاهرة اصطدمت مع مظاهرة لأنصار الرئيس نجاد ولم تستطيع إكمال مسيرها حيث تم الاعتداء على مهدي كروبي.
وكانت مظاهرة الحكومة قد تجمعت مقابل السفارة الأمريكية حيث ألقى النائب حداد عادل كلمة أشاد فيها بالانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس نجاد وهاجم قادة الاصلاحات لأنهم شككوا بنتائج الانتخابات بوحي أمريكي ودعا عادل أمريكا إلى تغيير سلوكها كمقدمة للحوار. في مقابل ذلك واصل الإصلاحيون مظاهراتهم المنددة بحكومة نجاد في ساحات طهران الأخرى وبحسب التقارير فإن مدن إيرانية كبرى مثل أصفهان وقم وشيراز شهدت هي الأخرى مواجهات ما بين أنصار الرئيس نجاد وموسوي وقد تم اعتقال أعداد كبيرة من الإصلاحيين وبحسب معلومات حصلت عليها (الجزيرة) فإن قادة الإصلاحات مثل ميرحسين موسوي ومحمد خاتمي قد تم محاصرتهم للحيلولة دون الخروج في المظاهرات وقد شوهدت الحرائق في ساحات طهران الرئيسية فيما واصل أنصار موسوي التظاهرات رغم استخدام الشرطة للقوة بالغازات المسيلة للدموع وإطلاق النار والاعتقال.
