Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/11/2009 G Issue 13552
الخميس 17 ذو القعدة 1430   العدد  13552
فيما ينطلق مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الشهر المقبل مناقشاً الوطنية والتسامح والانتماء

 

«الجزيرة» الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

نفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ما تتردد مؤخراً في الأوساط الثقافية والإعلامية عن تغييرات واسعة تطال مناصب إدارية حساسة ورفيعة المستوى في وزارته وستعلن مع مطلع العام المقبل، قائلاً: ما أشيع حول تغييرات في الأشخاص والقيادات ليس له أساس من الصحة.. نعم هناك تغييرات كبيرة جداً ستطال جانب المضمون، سواء على المستوى الثقافي أو على المستوى الإعلامي، من حيث الفكرة والرؤية وكذلك من حيث الجوانب الفنية، مؤكداً أهمية المملكة وثقل مكانتها عربياً وإسلامياً وعالمياً؛ الأمر الذي يحتم على وزارته أن تنهض بتقديم هذه المكانة على المستويين الثقافي والإعلامي.

وكان قد تردد في الآونة الأخيرة خبر خروج وكيلي الثقافة الدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتور أبو بكر باقادر من وزارة الثقافة والإعلام مطلع العام الهجري المقبل؛ الأمر الذي أحدث أصداء واسعة في الوسط الثقافي، كما حددت بعض المصادر مغادرة د.السبيل بعد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ويشرف عليه معالي الوزير خوجة فيما يرأس لجانه التنظيمية د.السبيل.

وحول مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث تجري استعدادات اللجان المنظمة حالياً لانطلاقة نهاية شهر ذي الحجة المقبل بمركز الملك فهد الثقافي لمدة أربعة أيام يناقش خلالها عدداً من المحاور المفصلية المهمة.

الوزير خوجة أجرى في الأيام القلائل الماضية تغييراً مهماً تمثل في تغيير مدير عام القناة الأولى، حيث علمت (الجزيرة) من مصادرها، واستناداً إلى ما أشار إليه الوزير خوجة في تصريحه، أن هناك تغييرات جذرية ستطال جل المضمون التلفزيوني في القنوات الخمس التي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام السعودية، وكذلك الحال في القناة السادسة المزمع إطلاقها السنة المقبلة.

في الجانب المقابل يأتي الدكتور عبدالله الغذامي (المنشق عن عباءة الأدب) - كما وصف نفسه سابقاً -؛ ليسجل موقفه المعروف ضد وزارة الثقافة والإعلام عبر مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، قائلاً: بداية نعرف أن المؤتمر الأول عقدته جامعة الملك عبدالعزيز حينما كانت مندمجة مع شطر مكة المكرمة، وكان المؤتمر آنذاك قد أحدث وقعاً كبيراً في الأوساط الثقافية في المملكة.. حينها كنت في البعثة في بريطانيا، وكانت أخبار المؤتمر تصلنا مع القادمين من السفر، وكنا هناك في بريطانيا نشعر بحالة انتعاش كبيرة؛ لأن المؤتمر شبه طارئ. كان مفاجأة ضخمة وبعد أن عدت إلى المملكة كنت أسمع باستمرار كلاماً كثيراً عن المؤتمر من الجيل الأول من أدبائنا مثل الأستاذ محمد حسين زيدان ومحمود عارف وعزيز ضياء وحسين سراج وغيرهم، وكانوا يتكلمون عن بعض المفارقات، وعن وقائع وأحداث المؤتمر.. هذا كله جرى بعد سنوات من حدوث المؤتمر، كما يعني أن المؤتمر ترك آثاراً عميقة في نفوسهم، ثم بعد غياب طويل جاء المؤتمر الثاني وإقامته جامعة أم القرى، وأوشك المؤتمر أن يتعثر أثناء الإعداد بسبب التمويل لولا أن الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - تدخل ودفع مبالغ جيدة ضمنت قيام المؤتمر وإنجاحه. وفي هذا المؤتمر الثاني وقف الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين وطلب في حفل الافتتاح أن يتولى نادي جدة الأدبي تنظيم المؤتمر الثالث؛ فرد الأمير فيصل مباشرة قائلاً: يدي بيدك، ولتمض على بركة الله.. وقد سعى الأستاذ أبو مدين بعد ذلك مساعي حثيثة لتحقيق هذه الرغبة، ولكن وفاة الأمير فيصل - رحمه الله - أضعفت موقف أبو مدين، وفقد الداعم المعنوي الكبير له ثم ضاعت القضية وتبعها بعد ذلك نشوء وزارة الثقافة والإعلام (وهذه مجاملة مني وهدية مجانية لأني سميتها الثقافة والإعلام، مع أنني أرى أنها وزارة الإعلام فقط، لكني أعتبرها هدية عابرة مني)، ومع قيام الوزارة سمعنا أنها تريد تولي هذا المؤتمر بنفسها، ولا بأس في ذلك من حيث المبدأ، ولنترك الحدث يقع ثم لنا حينئذ أن نقول عنه وعن نجاحه.. وإن كنت لا بد أن أشير هنا إلى ملتقى المثقفين السعوديين الذي صار في زمن الدكتور فؤاد فارسي، وكان ذلك ملتقى جيداً، وكانت هناك مقترحات في أن يصبح سنوياً، وأظن أن فكرة الملتقى مع فكرة المؤتمر من الممكن أن تدمجا معاً لكي يكون النقاش ثقافياً وليس أدبياً فحسب.. وأقول هذا لأنني أخشى على المؤتمر أن يتعرض لحال من الجمود والتكرار وعدم الفاعلية؛ لأننا - كما تعلم - في مرحلة فيها تغير ثقافي عالمي باتجاه ثقافة الصورة وثقافة الهوامش وثقافة التنويع في حين أن الأدب بصيغته التقليدية لم يعد هو الخطاب الأهم في هذه المرحلة مع أنني أحمل تقديراً خاصاً للزملاء أعضاء اللجان العلمية والتنظيمية ممن هم أكاديميون لهم عليّ حقوق التقدير والمساندة لكن يظل اقتراحي هو أن يفكر الجميع في المتغيرات الفعلية للحال الثقافية ثم إنني حقيقة أخشى على زملائي هؤلاء من بيروقراطية الوزارة وتشددها فيما تراه ضبطاً وانضباطاً ولكن يظل الحكم معلقاً بالوقائع نفسها.. أما عني شخصياً وعن مشاركتي المؤثرة فأنا أقدم اعتذاري سلفاً لأنني في التواريخ نفسها سأكون مثقلاً بارتباط ثقافي خارج البلد، لكنني سأدعو لهم من هناك، وسأنتظر أخبارهم.

أما حينما تقول إن الدعوة ستوجه إليَّ بالتأكيد فإنني لا بد لي أن أبتسم؛ لأن السيدة الوزارة تعودت على عدم دعوتي في معرض الكتاب وفي غيره على مدى أربع سنوات، وبالتأكيد ستكون نكتة طريفة فعلاً بالنسبة إليَّ لو دعوني إلى مؤتمرهم هذا.. غير أنني - للأسف الشديد - لن أحظى بشرف الاستجابة لهم؛ لأنني مدعو من قبلُ جهة ثقافية خارج بلدنا، ومن المؤكد أن الأولى إليَّ أن أستجيب لمن دعاني أولاً، ولمن هو حريص على شخصي وليس لمن يدعوني من باب رفع الحرج. ألم أقل لك إنها ستكون نكتة طريفة فيما لو دعوني.. (وختمنا اللقاء بأن ضحكنا معاً - المحرر).

***

يشار إلى أن مؤتمر الأدباء السعوديين يمثل لقاءً ثقافياً متخصصاً يجتمع فيه الباحثون لمناقشة قضايا الأدب السعودي، وقد تبنت جامعة الملك عبدالعزيز عقد المؤتمر الأول للأدباء السعوديين في رحاب مكة المكرمة في المدة من 1-5 ربيع الأول 1394هـ 24-28 مارس 1974م وصدرت بحوث المؤتمر في خمسة مجلدات، وعندما احتفلت المملكة بالذكرى المئوية لتأسيسها عام 1419هـ في 24-26 نوفمبر 1998م في مكة المكرمة وقامت الجامعة بطبع البحوث في أربعة مجلدات وصدرت في عام 1420هـ - 1999م تطلعت جهات متعددة لعقد المؤتمر الثالث، غير أن إنشاء وزارة الثقافة والإعلام، وضم أوجه الأنشطة الثقافية والأدبية في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية إليها جعلها الأقرب إلى القيام بهذا الدور؛ ولذلك صدرت الموافقة السامية على طلب وزارة الثقافة والإعلام على أن تتولى الوزارة تنظيم الدورات المقبلة لمؤتمر الأدباء، وقد أسندت هذه المهمة إلى وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، حيث قامت الوكالة بالاستعانة بعدد من المختصين والأكاديميين المهتمين بالأدب السعودي للتخطيط للمؤتمر الثالث الذي تقرر عقده خلال المدة من 27-30 من ذي الحجة 1430هـ 14-17 من ديسمبر 2009م.

أما المشاركة في المؤتمر فقد وجهت الدعوة للمشاركة في المؤتمر لجميع الباحثين والباحثات وفق المحاور المحددة مع اشتراط أن تكون البحوث جديدة ولم تنشر من قبل ولم تقدم لمؤتمرات أو ندوات أخرى وألا يزيد البحث على 25 صفحة يتم إخضاعها للتحكيم العلمي. وستقوم وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية بنشر البحوث المقدمة في كتاب خاص ببحوث المؤتمر.

****

محاور المؤتمر وعنوانه العريض

حمل مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث عنوان (الأدب السعودي: قضايا وتيارات)، وتم تحديد عشرة محاور هي: الأدب والانتماء الوطني، والأدب وثقافة التسامح، والأدب والمؤسسات الثقافية، والأدب ومناهج التعليم، والأدب ووسائل الإعلام، والإبداع الجديد، والإبداع الإلكتروني، وأدبنا خارج الحدود، والأدب السعودي المترجم، والدراسات النقدية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد