نسمع كثيرا عن مصطلح الاحتباس الحراري، تلك الظاهرة التي تهدد العالم حتى لتوشك أن تصبح الأرض صحراء قاحلة، بعد أن بدأ معدل هطول الأمطار بالانخفاض في بعض المناطق إلى أقل مستوياته، مما سينتج عنه تضرر للمزروعات، وهلاك للماشية، كما يلاحظ زيادة الفيضانات وارتفاع درجة حرارة الماء في مناطق أخرى، مما سيترتب عليه ذوبان القطبين الذي سيؤدي بدوره لغرق مدن ساحلية كثيرة، وانقراض تام للثروة السمكية. وحينها قد ننسى جميع ما مر بنا من أحداث جسام سواء كانت اقتصادية كانهيار الاقتصاد العالمي، أو صحية مثل أنفلونزا الطيور والخنازير، بل قد يصبح مصطلح (حياة طبيعية) ضربا من المستحيل!
وظاهرة الاحتباس الحراري التي ستعاني منها الأرض سوف تزيد من مخاطر انتشار الأوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع إمكانية انتقالها للبشر.
يقول العالم (درو هارفيل) رئيس فريق البحث العلمي في جامعة كورنل (إن ما يثير الدهشة أن الأوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر أنواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم وطفيليات، وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات، منها المرجان والمحار والنباتات البرية والطيور والبشر).
وكان هذا التصريح ناقوس الخطر والبداية لئن يكرس الباحثون دراساتهم لمعرفة مدى العلاقة بين التغير في درجة الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم. وهو ما دعا لانعقاد مؤتمر البيئة في شنغهاي في الصين هذا العام وحضره أكثر من150 عالمًا و80 عضوًا لجماعات البيئة من 99 دولة. وأكدوا في تقريرهم أن المتسبب الرئيس بزيادة درجة الحرارة على سطح الكوكب هو التلوث الهوائي الناتج عن الأنشطة الإنسانية المختلفة، وأن استمرار معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في مستواها الحالي قد يعني كارثة محققة؛ حيث سترتفع درجة الحرارة لأكثر من 10 درجات عن معدلها الحالي مع نهاية هذا القرن، مما يعني النقص الشديد في موارد المياه العذبة نتيجة لتبخرها وارتفاع مستوى المياه في البحار والمحيطات، بسبب ذوبان الثلج في الأقطاب المتجمدة بمعدل قد يصل إلى عشرة أقدام.
ويضع هذا التقرير حكومات الدول الصناعية ممن لديها أعلى نسب لانبعاث الغازات وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين في موقف حرج، وسيواصل المؤتمر الانعقاد على أمل التوصل لحل عملي لخفض نسب التلوث الهوائي قبل فوات الأوان.
ولأن الأمر بات خطيرا، ونحن في وضع حرج، فإنه ينبغي تفعيل قرارات خفض نسب التلوث على المستوى العالمي والشخصي، واستخدام الطاقات النظيفة للتقليل من الآثار. فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض انبعاث الغازات قد يبطئ من تأثير الظاهرة الخطيرة.حيث تشير تقديرات لجنة الIPCC الأممية -المختصة في التنبؤ بحجم التغير المناخي المستقبلي- إلى أنه في حالة استمرار انبعاث الغازات الخطيرة على وضعها الحالي فإن الأرض ستتعرض لارتفاع مضطرد في درجات الحرارة.
فهل تستمر تلك النظرة التشاؤمية فتستيقظ البشرية على انفجار القنبلة الموقوتة التي لا يعلم أحد متى، وأين ستنفجر! أم ستستيقظ البرية وتبطل مفعول القنبلة؟!
rogaia143@hotmail.Com
www.rogaia.net