تناولنا في مقالنا السابق عقلية المليونير من وجهة نظر مؤلف كتاب بهذا العنوان هارف أيكر الذي يؤكد أن المشكلة الأساسية في طريقة تفكيرك، ونظرتك لنفسك، ونظرتك للثروة، فإذا ظل تفكيرك سلبياً تجاه الثروة فلن تحقق شيئاً يذكر فيها، وإذا تغيرت نظرتك فإن هذه المشاعر الإيجابية ستساعدك على تطوير إمكانياتك في هذا الجانب.
حيث يرى أن الفقراء يظلون فقراء بسبب نظرتهم السلبية لأنفسهم، ولأن معتقداتهم تبقيهم في دائرة الفقراء.
وينصح بأهمية تغيير نظرتك لنفسك، فإذا كنت تنظر لنفسك كضحية أو أنك مسلوب الحقوق فستبقى كما أنت ولن تتقدم خطوة، لأن الضحايا يظلون دائماً ضحايا، وأولى الخطوات هو الاقتناع التام بأنه من حقك أن تنجح، وأنه يحق لك أن تحقق أحلامك، وأنت قادر على ذلك.
هناك نظرة شائعة بين الناس بأن الشخص الغني هو شخص طماع وجشع ومادي، وهذا ليس صحيحاً، أن الثروة مقياس النجاح والطموح، وإن لم يكن لديك طموح فيمكنك البقاء في وظيفتك الحالية حتى آخر أيام عمرك.
فقط تخيل عدد الناس الذين يمكنك أن تساعدهم إن كان لديك مال أكثر، وتخيل الأعمال الخيرية التي ستدعمها أو حتى تؤسسها، وتخيل أنك ستجنب والديك وأبناءك وأشقاءك الفقر والحاجة، لذلك فإن زيادة مالك معناه زيادة قدرتك على مساعدة الناس.
ابدأ من الآن بشحن طاقتك وتغذية عقلك الباطن بأفكار إيجابية مثل (سأصبح غنياً من أجل أمي) أو (سأصبح غنياً حتى أساعد الأطفال المشردين أو مرضى السرطان)، الثروة شيء رائع وليس كما صوروها لك طوال حياتك.
الخطوة الثانية في اتجاه تغيير عقليتك إلى عقلية مليونير هي أن تحول أفكارك ونظرتك تجاه النجاح والمال من السلبية إلى الإيجابية، لأن عقلك الباطن أحد أكثر الأشياء قوة في الكون والأفكار السلبية تجعل عقلك الباطن يعوق تقدمك بمشاعر الشك في قدراتك أو الشكوى والرثاء لنفسك أو عقدة الذنب، وهذا يعوق فرص تحقيق الثروة.
كثير من الناس يدمرون فرصهم للنجاح بأفكارهم ومعتقداتهم التي زرعت فيهم منذ الصغر أو التي يغذون بها عقلهم الباطن مثل (هذا سيكون صعباً جداً) أو (أنا لا أستطيع عمل ذلك) أو (ماذا لو فشلت)، أنت تحتاج إلى تغذية وشحن عقلك الباطن بالأفكار والمعتقدات الإيجابية بأن تقول لنفسك مثلاً (أنني قادر على ذلك) أو (ليست صعبة بالمرة) أو (سأفعلها) أو (لقد نجحت في أشياء كثيرة وسأنجح في هذا أيضاً)، هذه الأفكار الإيجابية تبقيك متفائلاً وفي الطريق الصحيح.
الخطوة الثالثة والأخيرة التي يجب أن تتخذها في طريقك للحصول على عقلية مليونير هي التعلم، يجب أن تدرس استراتيجيات هؤلاء الأغنياء، فهم أكثر الناس الذين يمكن أن تكون لديهم إجابات على استفساراتك، ويجب أن تتعلم كيف تضع الخطط المختلفة لتحقيق ما تريد، يجب أن تكون ذكياً بأن تستثمر أولاً في ما تعرفه وتفهمه تماماً قبل الدخول في استثمارات أخرى، ابحث عن المعلومات واقرأ الكتب واحضر الندوات واستعن بمرشدين أو مستشارين يعلمونك، رافق الأغنياء والناجحين أو الذين مثلك في طريقهم نحو الثروة والتميز.
شيء آخر قد يبدو صعباً لكنه ضروري، يجب أن تسقط من حساباتك ومن علاقاتك هؤلاء الناس الذين لا يشاركونك حماسك أو الذين لا يضيفون قيمة لحياتك، وهذا لا يعني أن تتخلى عن أصدقائك، ولكن قلص الوقت الذي تقضيه معهم ولا تسمح لأفكارهم ومعتقداتهم السلبية بأن تثنيك عن عزمك، وتذكر دائماً قاعدة الخمسة التي تقول أنك عبارة عن الخمسة أشخاص الذين تتعامل معهم معظم الوقت ودخلك هو متوسط دخلهم.
إذا لم تكن علاقتك بهم تضيف إليك، فتحرك إلى الأمام قبل أن تتجمد وتفقد رؤيتك لطريق النجاح.
هذه هي الخطوات الأولى والتي ما أن تعتادها وتبرمج عقلك الباطن عليها حتى تنطلق على طريق الثروة والحياة الأفضل لك ولمن تحب.
حلم كل إنسان أن يحقق الثروة، أنا أقترح بأن نعمل من خلال هذه النصائح لمدة عامين، ربما تمكن بعضنا ممن يملكون طاقات عالية أن يصبحوا من أصحاب الملايين، أتمنى ذلك لكافة من قرأ هذا المقال.
(*) كاتب وإعلامي
Kald_2345@hotmail.com