من رحمة الله على المسلمين، أن أوضح مناسكهم وشعائرهم الدينية بتفاصيل دقيقة، وسنّها بأزمان وأماكن محدّدة وكيفية أدائها دون زيادة أو نقصان، وقد جعل المشرِّع الخالق الكريم مرجعاً للمسلمين لا يحيدون عنه، هو كتابه الكريم وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل من خرج على ذلك فقد ضلّ وخرج عن ملّة الإسلام.
وقد شدّدت الشريعة الإسلامية على الالتزام التام غير المنقوص بأركان الإسلام الخمسة، وهي: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
وقد أوضحت الشريعة الإسلامية، من خلال النصوص القرآنية، وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة، الكيفية الصحيحة لأداء هذه الأركان التي يُعَد تحويرها أو الإضافة إليها، بدعة لا يقبلها الإسلام، ويُعَد خروجاً عن تعاليمه. إذ لا يمكن أن تضيف للشهادة نصاً زائداً، ولا أن تزيد أوقات الصلاة، أو إخراج الزكاة لغير مستحقيها، ولا أن تنقص أيام شهر الصيام، وكذلك الحج الذي خصّه المشرِّع بنصوص قرآنية، وحرص الرسول الكريم على شرح مناسكه وخطواته للمسلمين في حجة الوداع، وقد كانت وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلتزم المسلمون الهدوء، وأن يتفرغوا للعبادة في أيام الحج، وأن لا يشغلهم غير ذلك شيء، وهو تأكيد للنصّ القرآني{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}.
نصٌ قرآني واضح لا يقبل الاجتهاد، ولهذا فإنّ الدعوات التي تصدر من جماعات تريد استغلال هذه الشعيرة المقدّسة لأغراض سياسية، وتوظيفها لمصالحها الدنيوية الضيقة، على حساب مقاصد الشريعة الإسلامية، لضعفٍ في المعتقد وخروج مقصود على التعاليم الإسلامية، يُعَد خروجاً على الصف الإسلامي، ومحاولة مفضوحة لشق الصف الإسلامي، ولهذا فإنّ المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، وهي التي شرّفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، والسهر على راحة وخدمة ضيوف الرحمن، والملتزمة بالتنفيذ الصارم للمقاصد الشرعية للحج، لا ولن تسمح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج.
هذا الالتزام السعودي الشرعي الذي يأتي تأدية والتزاماً بالتكليف الشرعي، هو ما دأبت عليه قيادة وشعب المملكة على القيام به، تأديةً لواجبها الديني والسياسي، ولا تلتفت للأصوات الناعقة والجهات التي جعلت من الشعائر الدينية وسيلة لتنفيذ أغراضهم السياسية المشبوهة.