Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/11/2009 G Issue 13551
الاربعاء 16 ذو القعدة 1430   العدد  13551
مستعجل
هكذا هي الحياة أيها العرسان الجدد..!
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

العلاقة الزوجية.. علاقة قائمة على المحبة وعلى المعروف.. هي وثاق ورباط مقدس قائم على الرحمة بين الاثنين.

** الفتاة تنشأ وتكبر ويكبر معها حلمها في شريك العمر في فارس الأحلام.

** هي تتصوره كائناً ملاكاً سيعاملها برفق ورحمة ومحبة.. وسيحملها فوق رأسه.. سيأخذها من بيت أهلها وينسيها كل مشاكلها ويفرش لها الأرض وروداً.

** هي تعيش أحلاماً وردية وتنسج خيالات لا يمكن أن تتحقق.. وتتصور أن هذا القادم.. هو غير كل الرجال.

** هو غير كل الناس.. هو إنسان آخر مختلف.

** في كل لحظة.. تطاردها هذه الأحلام.. وكل ما رأت مشهداً جميلاً وموقفاً أجمل وأجود قالت.. إن شريك حياتي القادم.. وفارس أحلامي.. هو أجمل وأجود من كل ذلك.

** هي ترسم صورة رائعة لهذا الإنسان القادم وكأنه إنسان غير كل البشر.

** لا تتركها ولا تبارحها هذه الخيالات ليل نهار.. وهذه الصورة الجميلة لا تغادر خيالاتها.. تبدو مبتسمة دوماً كل حياتها قبل الزواج ابتساماتها وتصرفاتها.. مرح وضحك حتى يأتي يوم الزواج.

** سنتجاوز مرحلة الخطوبة ومرحلة الإعداد للزواج.. لأنها هي الأخرى فترة جميلة يسودها المجاملات وتسودها الخيالات ويُنسج فيها صور غير واقعية.. ويحصل فيها تكلف يعكس غير الواقع.

** حتى اليوم المنتظر.. يوم الزواج من اليوم الأول والثاني تبدأ الحقائق تظهر.. تبدو الأمور على حقيقتها.. وتواجه المسكينة واقعاً حقيقياً غير ما رسمت، فهي إما أن تكون في عصمة زوج صادق صالح واقعي طيب مخلص. وهذا أيضاً لا يمكن بأي حال أن يكون في مستوى الصورة التي رسمتها ولا حتى قريب منها.. لأن الحياة الزوجية أو الحياة بشكل عام أوجاع ومشاكل وهموم ولا يوجد هناك إنسان سعيد: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} وإما أن يكون إنساناً متوسط الحال لا هو بهذا.. ولا هو بذاك.

** وإما أن يكون هذا الفارس القادم شخص لا يمكن أن يُقبل أو يُهضم أو يسكت على (بلاويه).

** هو صدمة كبرى.. وفخ وقعت فيه وهو الأكثر مع الأسف.. عندها.. يبدأ العبوس على وجه المسكينة وتنطفئ كل الابتسامات.. وتضيع كل أشكال المرح والسعادة وتذبل تلك الوردة.. وتتبخر كل الصور الوردية.. وتدخل المسكينة في مشاكل وقضايا وصياح ونياح.. فلا الحياة الزوجية يمكن الصبر عليها ولا الطلاق حل.

** وما يقال عن هذا الزوج قد يقال عن الفتاة وخيالات الزوج أو الخاطب فيها.

** هو يتصورها جنة الدنيا.. ويكتشف أنه (طاح) في (علة) لا يمكن الصبر عليها.. ولكنه لا يملك إلا الصبر على (مشاكلها ومتاعبها).

** ويبدو أن أكثر مشاكل (العرسان) هي السنة الأولى أو الأشهر الأولى.. والسبب في ذلك.. أن كلا الزوجين قد رسم للحياة الزوجية تلك الصورة الوردية.. واستقر في ذهنه تلك الخيالات المحلقة.. ليكتشف أن الأمور عكس ذلك تماماً.. فإن استطاع أن يصبر ويتماشى مع الواقع ويدرك أن الحياة بشكل عام صعبة.. وأنها شقاء ونكد وكدح وتعب.. وأنها تحتاج إلى صبر وجلد.. فلا شك أنه سيستمر في مشواره ويتجاوز كل عقبة.. وإن كان غير ذلك.. فيصبح مصير الزوجية رقماً جديداً في عالم المطلقين الذي وصل إلى نسبة مزعجة يقال إنها (40%) ويقال أكثر من ذلك.

** ونصيحة لكل شاب وفتاة.. ألا يبالغوا في هذه الأحلام.. وألا يرسموا صوراً غير صادقة.. ولا يفكروا تفكيراً محلقاً.. ولا يسمحوا لخيالاتهم أن تشطح.. بل يكونوا واقعيين لأبعد حد.

** ثم إذا عايشوا الحياة بمشاكلها وصعوباتها.. وقابلوا الأمر الواقع عليهم أن يدركوا.. أن هذه هي طبيعة الحياة وعليهم الصبر والصبر.. فلا يوجد بيت ولا حياة زوجية بلا مشاكل وصعوبات.

** عليهم أن يتسلحوا بالصبر.. وأن يتفهموا الواقع.. وأن المشاكل لا تدوم.. كما أن السعادة هي الأخرى لا تدوم.. يوم جميل ويوم أسود.. ويوم رمادي.. وهكذا.. فافرح في اليوم الجميل.. واصبر في اليوم الأسود.

** هكذا هي الحياة.. فاصبر على مفاجآتها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد