Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/11/2009 G Issue 13551
الاربعاء 16 ذو القعدة 1430   العدد  13551
في قاعة الشعب الكبرى في بكين وبحضور اقتصادي ودبلوماسي
سابك وساينوبك تدشنان مشروع الشراكة السعودي الصيني

 

بكين (الصين) - عبدالله المقحم:

حققت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) خطوة هامة تمثل بعداً اقتصادياً إستراتيجياً جديداً بدخولها خارطة الصين الصناعية كشريك استثماري وذلك بتدشينها لمشروع الشراكة مع كبرى شركات البتروكيماويات الصينية (ساينوبك) حيث أزاح الستار صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك) معلناً قيام الشركة المشتركة (ساينوبك سابك (تيانجين) للبتروكيماويات المحدودة وذلك بطاقة إنتاجية تبلغ (3.2) مليون طن من المنتجات البتروكيماوية وبقيمة استثمارية تجاوزت العشرة مليارات ريال وذلك في حفل كبير في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين بحضور رسمي وشعبي كبير تمثل برئيس مجلس إدارة (ساينوبك) ورؤسائها التنفيذيين وسفير المملكة في الصين المهندس يحيى الزيد وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي وكبار رجالات الاقتصاد في الحكومة الصينية ونائب رئيس بلدية (تيانجين) حيث تبودلت الكلمات الترحيبية في الحفل وتناول الجانب الصيني الأهمية التي يعلقها الصينيون على الشراكة مع المملكة كواحدة من أهم اقتصاديات العالم الحديث.

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود كلمته التي رحب فيها بالحضور، وقدم شكره لسفير المملكة في بكين ولسفراء دول مجلس التعاون الخليجي حضورهم لهذا الحفل.

وأضاف أنها مناسبة تتوج العلاقات بين (سابك) و(ساينوبك)، وتشيد جسراً جديداً للتعاون بين الجانبين السعودي والصيني، تعزيزاً للعلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة بين بلدينا الصديقين، اتفاقاً مع مساعي قيادتيهما الحكيمتين.

وأضاف الأمير سعود بن ثنيان إننا في المملكة نعتز كثيراً بالمبادرات الطموحة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي ساهمت كثيرا في نمو الاقتصاد السعودي وصموده في وجه الأزمة العالمية، وفي ذات الوقت أغتنم هذه المناسبة لأشيد من جديد بمعدلات النمو العالية التي يحققها الاقتصاد الصيني، وقدرته على اجتياز تحديات الأزمة المالية العالمية، مؤكداً سعادتي بإتمام الاتفاق الذي نحتفي به اليوم، كونه يشكل حافزاً قوياً لسابك، ويشجعها على تعزيز حضورها في السوق الصينية، سواء على صعيد الاستثمارات الصناعية، أو توسيع نطاق مكاتبها التسويقية ومراكزها الخدمية.

وقال: إن التقاء إرادة (سابك) و(ساينوبك) اليوم ليس مجرد لقاء بين عملاقين صناعيين وتقنيين فحسب، بل هو أيضاً لقاء تاريخي بين طرفين يمثل كل منهما حضارة إنسانية عريقة هما (الحضارة الصينية) و(الحضارة العربية الإسلامية).. وإذا كانت الحكمة الصينية القديمة تقول (قطرة فوق قطرة بحر، وحكمة فوق حكمة علم)، فهناك حكمة عربية مقابلة تقول (إن أول الغيث قطرة).. ونحن اليوم نأمل أن يكون هذا الاتفاق هو النقطة الأولى في محيط التعاون، وأول الغيث لقيام العديد من المشاريع المشتركة بين (سابك) و(ساينوبك).

وختاماً، قدم الأمير سعود بالغ الشكر والتقدير لجميع الدوائر الرسمية الصينية التي عاونت على إنجاح هذا المشروع، مشيداً بجهود أعضاء فريق العمل المشترك من (سابك) و(ساينوبك)، الذين نجني معاً اليوم ثمار جهدهم.

بعد ذلك ألقى المهندس خالد المانع رئيس مجلس إدارة الشركة الجديدة ساينوبك سابك كلمة باللغتين العربية والصينية رحب فيها بالحضور وأضاف: لقد كان لي شرف تلقي دراستي الجامعية العليا في الصين، ما هيأ لي الاطلاع عن كثب على حضارة هذا البلد العريق، ومشاهدة القفزات التي حققها على صعيد التنمية الاقتصادية والبشرية، حتى صار له ثقله الاقتصادي والسياسي على الخريطة العالمية.

وأضاف (يسعدني التنامي المتواصل للعلاقات بين المملكة العربية السعودية والصين في ظل توجيهات قيادتي البلدين الصديقين، وتضاعف سروري إسهامي بإنجاز هذا المشروع المشترك بين (سابك) و(ساينوبك) من خلال الرؤية السديدة لقيادتي الشركتين).

وتابع المهندس المانع: كان هناك الكثيرون الذين يرون أنه من المستحيل إنجاز هذا العمل خلال عامين، لكن الطموحات كانت أكبر من التوقعات، وها نحن الآن نرى المشروع المشترك حقيقة واقعة تجسد عزيمة الجانبين ورؤيتهما السديدة.. أتطلع إلى أن يكون يومنا هذا مفتاحا إلى غد أكثر إشراقاً، ولبنة لرفع صروح التعاون والعمل المشترك من أجل انطلاقة أكبر للشركتين (سابك) و(ساينوبك).

وأضاف المهندس المانع: قبل أن أختم كلمتي، لا يفوتني تسجيل الشكر والتقدير لأعضاء فريق العمل من (سابك) و(ساينوبك)، وكل الجهود المخلصة التي أسهمت في إنجاز هذا المشروع الكبير.

من جانبه أكد السيد سو شو لين رئيس مجلس إدارة شركة (ساينوبك) إن المشروع المشترك في (تيانجين) جاء ثمرة التعاون المتواصل بين الشركتين العالميتين خلال السنوات الأخيرة، ويشكل أساساً لتفعيل وتطوير العمل المشترك، وبناء مشاركة إستراتيجية طويلة الأجل.

وإلى جانب التوسعة الفورية للإنتاج المحلي، فسوف يسهم المجمع المشترك في (تيانجين) في تطوير صناعة الكلور والقلويات كما سيكون له دوره في تعزيز مشاريع التنمية الاقتصادية بمنطقة (بنهاي) الجديدة وبلدية (تيانجين)، فيما تشير التقديرات الأولية إلى إسهامه في زيادة الناتج المحلي في (تيانجين)، بنسبة تتجاوز (4%)، فضلاً عن تحفيز عمليات الاستثمار في مجال الصناعات التحويلية وغيرها من الصناعات ذات الصلة بنحو (14.8) مليار دولار أمريكي.

وتجدر الإشارة إلى أن (سابك) و(ساينوبك) كانتا قد وقعتا خلال العام الماضي اتفاقية للتعاون الإستراتيجية وتطوير نطاق المشاركة في هذا المجمع الصناعي، واستهدفت (سابك) بهذه الخطوة إقامة مركز تصنيعي يعزز حضورها في القارة الآسيوية التي تمثل أهم أسواقها الإستراتيجية، فيما تعد الصين من أكبر الأسواق البتروكيماوية العالمية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد