الجزيرة- جمال الحربي:
أوضح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أن الجودة أصبحت أحد أهم المرتكزات التي ستمكن المملكة بإذن الله من الوصول إلى العالمية بمنتجات وخدمات تحكي واقع بلدنا وإمكانات أبنائه، وليس من سبيل لنا للمنافسة والمشاركة الفاعلة عالمياً إلا عندما تكون الجودة هي معيارنا الأساسي في كل ما نقدمه للعالم، مستمدين هذا الإتقان من تعاليم ديننا الحنيف الذي حث على الإتقان في العمل (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). وقال حفظه الله إن رؤية الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بأن تكون المملكة بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان دليل واضح على حرصنا جميعا بأن نقوم بالدور المناط بنا على المستوى العالمي وأن نحتل المكانة التي تليق بأمتنا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة عبد الله بن أحمد زينل علي رضا خلال تدشينه نيابة عن خادم الحرمين مساء أمس الثلاثاء بمقر الهيئة بالرياض عددا من المشاريع التنموية الجديدة التي أنشأتها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة ورؤيتها المستقبلية لعام 2020م، كما افتتح الملتقى الثاني للجودة، عددا من الوزراء، وبعض كبار الشخصيات والمسئولين بالدولة.
وشكر محافظ الهيئة الأستاذ نبيل بن أمين ملا مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذا الحفل، الذي يأتي استمراراً للدعم السخي، والتشجيع المتواصل، الذي تلقاه الهيئة من لدن مقامه الكريم، موضحاً أن الهيئة أصدرت أكثر من (16.700) مواصفة قياسية سعودية في مختلف المجالات مقارنة بما أصدرته كبرى هيئات التقييس العريقة في دول العالم المتقدم، والتي تم إنشاؤها قبل (مائة عام) مثل هيئة المواصفات البريطانية التي أصدرت حوالي 26 ألف مواصفة قياسية، وهيئة المواصفات الألمانية التي أصدرت حوالي 29 ألف مواصفة قياسية، كما استطاعت الهيئة منح علامة الجودة لـ(220 مصنعاً) من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وجمهورية مصر العربية والصين، ووقعت الهيئة (14) اتفاقية للاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة وعلامات الجودة، مع بعض الدول الصديقة والشقيقة، بهدف ضمان جودة المنتجات المستوردة وتسهيل التبادل التجاري، وحماية مصالح المنتج والتاجر والمستهلك.
وقال نبيل ملا إن الجودة وإتقان العمل من أهم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}وقول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)؛ ونظراً لأن الجودة تعتبر خياراً إستراتيجياً وضرورة ملحة لدعم عمليات التطوير والتنمية في جميع دول العالم، فمن هذا المنطلق تعمل الهيئة حالياً على وضع خطة إستراتيجية بعيدة المدى للجودة بالتعاون مع أكبر بيوت الخبرة في هذا المجال، بحيث تعكس هذه الخطة رؤية الهيئة المستقبلية في نشر ثقافة الجودة في المجتمع، وتطبيق مفاهيم الجودة الشاملة في المجالات الإنتاجية والخدمية في القطاعين العام والخاص، لتكون المملكة عام 2020م معياراً للجودة على المستوى الإقليمي، والعربي، وصولاً إلى المستوى العالمي.
وأشار ملا أن الملتقى الثاني للجودة يهدف إلى نشر ثقافة الجودة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأكد أن تدشين المشروعات التنموية الجديدة للهيئة سيساهم في تطوير الصناعة الوطنية، وتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، حيث تشمل هذه المشروعات المركز الوطني للقياس والمعايرة الذي أقيم على مساحة 11330م2 وبتكلفة تزيد على (35 مليون ريال)، ، وكذلك مختبر المواد العامة الذي أقيم على مساحة 5500م2 وبتكلفة تزيد على (14 مليون ريال) ويشتمل على مجموعة من المختبرات التي تقوم بفحص واختبار المواد بمخ تلف أنواعها مثل الدهانات، والمواد البلاستيكية، ومواد التعبئة والتغليف، ولعب الأطفال وغيرها.
وأعلن محافظ هيئة للمواصفات والمقاييس عن (انطلاق الدورة الثانية لجائزة الملك عبد العزيز للجودة) والتي تهدف إلى تشجيع المنشآت الوطنية للتقدم للجائزة وتطبيق معاييرها التي تضاهي أفضل المعايير العالمية.