Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/11/2009 G Issue 13551
الاربعاء 16 ذو القعدة 1430   العدد  13551
رسالة إلى وزارة الصحة وجميع مستشفيات المملكة أقول لكم: إن (الوقاية خير من العلاج)
د. عبد الملك بن عبد الله زيد الخيال

 

منذ خمسة شهور بتاريخ 7-5-2009م كتبت مقالا بعنوان (أنت وأنفلونزا الخنازير، سبحان الله) {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، في جريدة الجزيرة، عرفت بإسهاب بالمرض وأعراضه، وطرق انتشاره، وطرق العدوى، حيث ذكرت أيضا ألا تلمس السطوح التي يمكن أن تكون ملوثة بفيروس

الانفلونزا مثل سطوح المكاتب أوطاولات المطاعم أو قبضات الأبواب أو فوط القماش، وبتجنب الاختلاط هذه الأيام مع أشخاص مصابين، والسلام من بعيد بدون مصافحة، وإذا كان لا بد من وجودك في أماكن مزدحمة فينصح بأن تلبس كمامات واقية مثل تلك التي تستعمل في المستشفيات، ولو شعرت بالأعراض السابقة فعليك مراجعة الطبيب.

وطالبت أنه على الأقل للتقليل من انتشار المرض في بلادنا على الجهات المختصة أن تتأكد من أن جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بها أجهزة ماسحة للحرارة، وأن يكون إلزامياً مرور الركاب الوافدين للبلاد على تلك الماسحات، للكشف عن ارتفاع درجة الحرارة في الإنسان، ومن كانت درجة حرارته مرتفعة يعزل وتجرى عليه الفحوصات اللازمة. تلك الاحترازات لم تطبق تطبيقا سليما واستخدمت لفترة، ثم توقفت للأسف.

ومما دعاني للكتابة مرة أخرى عن انفلونزا الخنازير قراءتي لخبر يقول: (حذرت وزارة الصحة من موجة جديدة من أنفلونزا الخنانير وقالت: إنها تود أن توضح لجميع المواطنين والمقيمين أن الأوبئة كما هو معروف علمياً عادة تأتي على شكل موجات ما لم تتم السيطرة عليها وتزدد ضراوة مع ازدياد الموجة وحيث إن الموجة الثانية من فيروس أنفلونزا (اتش 1 ان1) الخنازير (بدأت منذ مطلع الشهر الحالي ذي القعدة، أكتوبر التي يصفها الخبراء بأنها قد تكون أكثر سرعة في الانتقال بين البشر، بسبب دخول موسم الخريف وازدياد برودة الطقس. ولقد لاحظت الوزارة ارتفاعا في حالات الإصابة بالمرض في المملكة.

في ذلك اليوم الذي حذرت فيه وزارة الصحة تلقيت رسالة من صديق يقول: إن العدوى بكثير من الأمراض يأتي من المستشفيات (عدوى المستشفيات)، وأن نسبة من المرضى المنومين في الأقسام الداخلية في المستشفيات من الممكن أن يتعرضوا إلى عدوى الإصابة بجرثومة مما يسبب لهم التهابات حادة، وفي حالات قليلة قد تؤدي هذه الالتهابات إلى الوفاة، وإمكانية الإصابة بأمراض (خطيرة ومتعددة، تنتقل إلى الطاقم الطبي في المستشفيات أو الزوار، إذا لم يكن هناك اتباع سليم لإجراءات مكافحة العدوى، وطرق انتقال الجراثيم، مثل الالتهاب الرئوي، والوباء الكبدي، وأمراض أخرى خطرة.

وانتشار عدوى المستشفيات أو ما يسمى بالعدوى المكتسبة من المستشفيات التي تعرف بأنها العدوى التي تصيب المريض بعد دخوله للمستشفى بسبب مرض ثان أو العدوى الذي تصيبه بعد مغادرته المستشفى بقليل، أو العدوى المهنية للعاملين بالمجال الصحي من تمريض وأطباء وفنيين وغيرهم، خاصة من لديه ضعف في المناعة.

وتذكروا أن وجود ميكروبات داخل المستشفى أكثر ضراوة وأكثر مقاومة للأمراض من الميكروبات خارج المستشفى وسهولة انتقالها من ازدحام المرضى بالأقسام الطبية، وكذلك عند ضعف الناحية الصحية من النظافة والتعقيم والتطهير والتخلص من مخلفات المرضى داخل المستشفيات. وتعتبر عدوى المستشفيات من المسببات الرئيسية للوفيات داخل المستشفيات. وهل تصدقون ما قامت به منظمة الصحة العالمية من دراسة على عدوى المستشفيات، في تلك الدراسة وجد أن 8.7% من مرضى المستشفى يصابون بعدوى مكتسبة من المستشفى، وأن 1.4مليون شخص في العالم يعانون من مشاكل سببها العدوى المكتسبة بالمستشفيات.

ومما لا شك فيه أن العدوى المكتسبة بالمستشفيات تسبب عدة أضرار منها الآثار الصحية والعجز الجسدي والضغط النفسي للمريض الذي دخل للمستشفى بسبب مرض آخر، ناهيك عن ازدياد مدة إقامة المريض بالمستشفىوما ينتج عن ذلك من نفقات وخسائر إضافية للعناية به من فحوصات وتحاليل وغيره. فعلى سبيل المثال، المريض الذي يصاب بعدوى داخل المستشفى قد تطيل فترة إقامته إلى 3 أيام إضافية أو أكثر، وذلك لمرضى أمراض النساء وإلى 9.9يوم لمرضى العمليات الجراحية العامة وإلى 19.8 يوما للعمليات الجراحية الكبرى مثل تقويم الأعضاء.

وتذكروا أن إطالة إقامة المريض ليس فقط تزيد في نفقات العناية به بل أيضا في زيادة استخدام الأدوية والمضادات الحيوية، وبالتالي إلى ظهور أنواع ميكروبية أكثر ضراوة ومقاومة للمرض وفي حالة وجود تدن في نظافة المستشفيات فخروج هذه الميكروبات إلى المجتمع، وبالتالي إلى انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، ومعنى ذلك أن أي شخص يمكن أن يلتقط العدوى ولكن يوجد أشخاص أكثر قابلية للعدوى، مثل ذوي المناعة الضعيفة مثل كبار السن، ومرضى العناية المركزة ومرضى أقسام الحروق، والمرضى بعد إجراء العمليات الجراحية، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، والمرضى الذين يعالجون ببعض الأدوية مثل المضادات الحيوية ومثبطات المناعة والكورتيزون وبعض العاملين بالمستشفى.

وبمناسبة مرض أنفلونزا الخنازير وبجانب ما ذكرته بعاليه نجد أن كثيرا من المستشفيات توجد بها أبواب كثيرة جداً، بين الممرات، وبين الأقسام، بلا مبالغة في كل مكان، فتصوروا توجد أبواب تفتح في اليوم الواحد أكثر من ألف مرة، ولك مرة يفتحها شخص مختلف، فمثلا الأبواب على جناح الأشعة في مستشفى الملك خالد الجامعي على سبيل المثال تفتح يومياً أكثر من ألف مرة، ومعنى ذلك أي مصاب بأي نوع من الأنفلوزا أو غيرها من الأمراض الجرثومية سيترك الجراثيم التي يحملها على مقابض تلك الأبواب.

نعم أنا أعرف أن تلك الأبواب وضعت للسلامة من الحريق، على عيني ورأسي، لكن الضرورة تحتم حاليا تركها مشرعة خلال هذا الخريف والشتاء. بوضع أسفين من الخشب تحت الأبواب خاصة في أوقات الدوام.

كما أن جميع المصاعد في المستشفيات وغيرها من الدوائر والمجمعات والمؤسسات يجب أن يشغلها شخص معين، حتى لا يلمس المراجعون أي أزرار في المصعد، وذلك لوقاية البشر جميعاً من العاملين والمراجعين من العدوى.

كما يجب على جميع العاملين في المستشفيات الذين لهم احتكاك بالجمهور بلبس الكمامات والدسوس(Gloves) المعقمة، وذلك وقاية لهم من العدوى.

إنها يا أيها المسؤولون في وزارة الصحة وغيرها ممن يهمهم الأمر أمور بسيطة، ولكن تطبيقها سيوفر علينا الملايين والملايين والملاليين، ويحفظ الله صحة الجميع. وتذكروا أن (الوقاية خير من العلاج). مرة أخرى أقول (قرار بسيط ممن لديه السلطة في أي موقع كان، لا يكلف إلا ورقة تعمم وتمرر على الأقسام المختلفة في جميع المستشفيات، وغيرها، وعليكم أن تتصوروا، كم سيوفر مثل هذا القرار من أموال وينقذ من أرواح، ويجنب الكثير منا ويلات المرض....

عضو لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشورى



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد