Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/11/2009 G Issue 13551
الاربعاء 16 ذو القعدة 1430   العدد  13551
سفراء الإفك داخل مجتمعنا .. من يحمينا من شرهم؟
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

 

اعتادت ألسنتهم على اختلاق القصص والحكايات (الخيالية) المنسوجة بإبرة الواقع المرير وخيوط الخيال (الهلامي) لتكون مزيجاً متنوعاً يصعب تعريفه أو تصنيفه، فهو بلا طعم أو لون؛ ولكنه برائحة الدَّجل الذي تشربته أفئدة هؤلاء؛ فهو الطريق الأسهل والأيسر في نظرهم لتنمية مهاراتهم (الفلكلورية).

هؤلاء يقحمون ذواتهم (الساعية) في كل شيء لا لشيء سوى المتعة التي تجرُّ في كل حكاية تُروَى

وَيْلات التُّهم والخزعبلات التي يلصقونها بتلك الشخصيات الاجتماعية البارزة والمغمورة، فالكل قد أخذ نصيبه الوافي من سياط ألسنتهم اللاذعة، والويل ثم الويل لكل من عاداهم أو تأخر في تلبية مطالبهم، فقد حكم على نفسه بالهلاك الاجتماعي.

العقلاء من الناس مُجبرون على مجاراة هؤلاء الحمقى تماشياً مع المثل الشعبي السائد (سدُّوا أفواه الحمقى والمشوهين)، فيا لها من كارثة أحكمت سيطرتها على حواس الكذابين الذين لم يعد بإمكانهم سماع أو نطق إلا ما تريد شهواتهم (المسيطرة).

لم يكن هذا السلوك (المعيب) بمنأى عن نقد المجتمع والشارع، ومع كل هذا وذاك يصرُّ هؤلاء على التصدي لجميع تلك القيم والمثاليات انتصاراً لنزواتهم الرخيصة، يتجلَّى ذلك بوضوح عندما يلبسونه ثياباً أخرى مغايرة لمكنونه الفعلي غير آبهين أو مبالين بتلك الانتقادات اللاذعة أو بتلك الأعين التي ترمقهم بعين الشفقة والرحمة، كيف وصل بهم الحال إلى هذه الدرجة من الاستهتار واللامبالاة ليختلقوا كل هذه القصص والحكايات؟ لا أحد يعلم ماهية ذلك أوكُنْهه فبذرة (الخُزَعبلة) متغلغلة في غياهب أنفسهم، فاختارت أسمى الأماكن

وأفضلها على الإطلاق، وحُقَّ لهم ذلك، فالعلاقة وطيدة بينهم وبين هذه السلوكيات المنبوذة.

لم يخطر بخلدي -أو ببال الكثيرين من غيري- ذات يوم أني سأقابل مثل هذه النوعيات من البشر التي تدعي لنفسها الرقيَّ والسموَّ، خصوصاً إذا كان مظهرها ينم عن صلاح باطنها!، ولكن هذا الورع الخارجي لم يكن سبباً لردعهم عن هذه السلوكيات (المعيبة) عندما ينطق أحدهم بتلك الكلمة ثم لا يلبث برهة أو أقل إلا ونقضها أو شكَّك في ناقلها، فلم تعد لديه القدرة، ولا أقول الشجاعة، بل عُشْر معشارها على قول الحقيقة وتحمل مسؤولية تلك العبارات التي ينطق بل ويتبجح بها، وهذه الفئة من البشر تظن أنها بهذه الأفعال تدافع عن نفسها أو تجلب لها النفع، بينما هي تتوشّح العار من دون أن تعلم.

كم هو مؤذٍ ذلك المشهد التعيس عندما يتصدَّر أحدهم أيًّا من المنابر الإعلامية أو الصحفية أو المجالسية ويتبجَّح كاذباً مجرّداً نفسه من كل شيء من أجل أهواء زائفة أوائل ضحاياها هم أبواقها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد