كان عشقي للصحافة منذ أيام الطفولة وكان لي اهتمامات كبيرة وميول وحب يشدني ويدفعني إلى بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) وكنت حريصاً جداً على قراءة الصفحة الأولى والأخيرة لأي جريدة يومية تصدر في تلك الفترة وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف بالضبط لماذا كل هذا الاهتمام ولكن لا أنكر أيضا أنني كنت أقول بيني وبين نفسي: أتمنى أن أكون صحافياً في المستقبل أيضا كنت في تلك الفترة وخصوصاً عندما أصحو مبكراً للذهاب إلى المدرسة كنت حريصاً على متابعة تلفزيون الكويت تحديداً وما يقدمه من خلال البرنامج الصباحي في تلك الفترة والذي كان يقدم بعض الأخبار ومطالعات الصحف وما يجري من أحداث على الساحة ولكن كان بشكل سريع وبعد الذهاب إلى المدرسة ومن ثم العودة إلى المنزل وبعد الانتهاء من متطلبات الدراسة أحرص على أن أكتب بعض الأعمال الصحافية التي أغلبها يكون من نصيب الأدراج المكتبية المنزلية وليس للنشر وكان هذا العمل بدافع حب هذه المهنة فقط ولكن لا زالت هناك أمنية للدخول في هذا العالم وبعد فترة ليست بالطويلة وتحديداً أثناء المرحلة الدراسية المتوسطة يمكنني القول إن تلك الأمنية تحققت حينما بعثت بمقال إلى جريدة الوطن الكويتية ونشر في مكان مميز وبعدها طبعاً لا أنسى أنني بعد وقبل العمل الصحافي تتلمذت على طرح وكتابات وكتب وسير العديد من الأسماء اللامعة مثل الشيخ علي الطنطاوي والدكتور سلمان العودة، وعبدالله باجبير وتركي الحمد وكمال أتاتورك، والمتنبي وغيرهم، وكان لهم الفضل بعد الله إلى ما وصلت إليه من معرفة أرى أنها أيضا لا تزال في بداية خطوة الألف ميل أيضا لا أنسى أن عملي مع الإعلامي صالح الحمادي والصحافي المرحوم محمد الكثيري كان له دور كبير في تنمية المهارات الصحافية لدي كما أنهما شجعاني على الاستمرار في عالم الصحافة وها أنا أقف هنا أتطلع للحياة بل أتأملها من هذه النافذة نافذة الصحافة بشكل أوسع..
وبدأت أتفهمها بالشكل الصحيح.. ومازلت أكتشفها فقد رأيت نفسي وقد عقدت صلحاً مع الحرف والكلمة وبدأت بالدخول في عقول البشر والقراءة باختيار وحذر وشعرت بمتعة وسعادة لا تضاهى خصوصاً بعد أن أصدرت مجلة مرايا بإمكانيات متواضعة جداً ونافست مطبوعات تتبع لمؤسسات كبيرة هذه المحطة أنظر إليها الآن بعين الرضا، فهي محطة لها نجاح ومذاق خاص، فأول الأشياء دائماً نجاحها له مذاق خاص. ولا شك أن داخل هذه المحطة محطات بداخلها، البعض منها مبهجة والبعض الآخر العكس تماماً.
tkmkfn@hotmail.com