لقد اخترع الكمبيوتر من أجل خدمة العلم وتقدم الإنسانية واختصار الزمان والمكان على حدٍّ سواء، ثم انبثقت عن هذا الجهاز الرهيب الشبكة العنكبوتية التي تربط أرجاء الكون الشاسع وتقّرب الإنسان من أخيه الإنسان أينما كان ليلتقي معه على الهواء من أجل الحوار والتواصل والاتصال وبالتالي مدّ لجسور التثاقف بين الحضارات ومن أجل تقريب وجهات النظر المتعددة والمتعارضة والمتقاطعة أيضاً كما أصبحت هذه الشبكة المهيبة تقوم بدور هائل في خدمة الصناعة والطب والمعرفة إذا بإمكان عدة أشخاص من قارات مختلفة أن يتعاونوا على تقديم منجز مشترك يفيد بني الإنسانية كالعمليات الجراحية وتركيب الهياكل الصناعية والمعقدة وترجمة المعارف المتعددة إلى كل اللغات.. أي أن الكمبيوتر ذا الشبكة العنكبوتية والذي حول العالم كله إلى قرية صغيرة بفضل الإنترنت وغيره من التقدم والرقي لا للتخلف والارتكاس والنكوص وإعادة الإنسان إلى بدائيته وجهلة واستنهاض نزعة الشر والقتل والصراع كما تفعل بعض المواقع الإلكترونية التي تريد أن تستبدل هذه الشبكة ببيت الشعر وجعل بعض المواقع مجرد مضارب قبيلة لا أكثر، وأعني بذلك (بعض) مواقع القبائل التي أخذت بالانتشار الهائل حتى تفرعت إلى عشائر وبطون وأشغلت الجيل الجديد بالانتماء إليها قبل الانتماء للوطن وأعادت العصبية القبلية بكل مثالبها بعد أن طواها الزمان.. وفي عصرنا الإلكتروني هذا ونحن بالطبع لا نتحدث عن المواقع التي يُشرف عليها رجال ثقاة ملمون بالوعي والتاريخ ومسلحون بالثقافة الوطنية والوعي النبيل. بل نتحدث عن مواقع يديرها صبية جهلة يخلطون الحابل بالنابل ويستثيرون الآخرين بجهلهم الذريع ولا مسؤوليتهم الخطرة. الأمر الذي يحدونا هنا إلى أن نهيب بالجهات المختصة أن توقف هذا الهراء الفظيع!.