لست تاجراً ولا رجل أعمال ولا إداري، ومع ذلك فإن مجالي يتطلب الكثير مما ينبغي أن يتوفر لهم، بدءاً بالدقة والنظام والترتيب، مروراً بالسرعة وانتهاءً بسهولة الاتصال بالآخرين، سواء بالأفراد والمؤسسات أو بالمعلومات والبيانات والإحصاءات، فأنا طالب جامعي أرنو إلى المستقبل بعين مفتوحة وقلب يطمح للسمو.. ولكن لا أريد أن أوجع رؤوسكم بدراستي ومتطلباتها وطموحاتي ومآلاتها.
الشاهد في الأمر أن الصدفة المحضة يسرت لي أن أقتني هاتفاً جوالاً، كان السبب في تخيلاتي السالفة الذكر، ويا له من جوال!! فهو لا يشبه عشيرته الآخرين من (بني جوال) وأنا هنا لا أقصد الشكل والتصميم واللون فقط وإلا لما كان لذلك علاقة بمدخل حديثي، بل إن ما شدني كان مواصفات وقدرات وفاعلية ذلك الفارس (الجوال) وهي لعمري مواصفات وقدرات أغنتني بفاعليتها في معظم الأحيان عن ارتياد المكتبة والبحث في المراجع ومتون الكتب. فالجوال يعمل بنظام (أندرويد) الذي لم يسبق أن استخدم على أجهزة الجوال في منطقتنا كلها ويستخدم تطبيقات (قوقل) في تصفح الإنترنت بنظام نوافذ متعددة مع خرائط قوقل وGPS علاوة على أنه يدعم اللغة العربية بحثاً وكتابة على الإنترنت.
ولا أدري أي تلك الخواص هي التي لفتت انتباه أخي الأصغر، طالب الثانوي، ليغير رأيه بمقدار مائة وثمانين درجة مطالباً الوالد بهذا الجوال بعد أن كان أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب تأخر هدية نجاحه التي حددها مسبقاً بكومبيوتر محمول (لاب توب).. وأحسبه وجد محمولين في (واحد) وإن كان أصغر من حجم بطارية الأول إلا أنه هاتف وكومبيوتر وأشياء أخرى لا تتوفر في المحمول الأكبر حجماً.
ولما لم أطق صبراً على سعادتي به ارتأيت أن أشارك إخواني الطلاب جهازاً يمكنهم من الاتصال بالبشر والمعلومات العلمية الموثقة في مظانها، ويطور قدراتهم في البحث العلمي، فضلاً عن كونه مزوداً ببرامج تمثل غذاءً حقيقياً للروح كالقرآن الكريم ومواقيت الصلاة والقاموس، فما الذي ينقص الطالب بعد هذا غير أن يحمد الله، ويشد على أيدي كوادرنا الوطنية في الاتصالات السعودية التي أتاحت لنا استخدام جهاز (إتش تي سي ماجيك)، وهو اسم الجهاز المتميز الذي شد انتباهي.. وأطلق عنان إعجابي.
* من جامعة الملك سعود