القاهرة - مكتب الجزيرة
اختتم الحزب الحاكم في مصر مؤتمره السنوي السادس أمس بعد انعقاد دام ثلاثة أيام ناقش فيها قيادات الحزب وأعضاؤه العديد من القضايا الداخلية وتناولوا إنجازات الحزب فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية الاقتصادية والاجتماعية، لكنهم تجاهلوا أهم قضية مثارة في الشارع السياسي المصري حالياً وهي قضية انتقال السلطة بعد الرئيس مبارك وملف التوريث وتسمية مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة القادمة 2011م. مؤتمر هذا العام لم يكن مؤتمراً عادياً، فقد شهد خطاباً جديداً لقيادات الحزب وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك رئيس الحزب الذي أكد أن العام القادم سيكون حاسماً في العمل الحزبي، وأن الانتخابات المقبلة لن تكون سهلة، وأكد قيادات الحزب أنهم استعدوا جيداً للمعركة الانتخابية المقبلة وأنهم استفادوا من أخطاء انتخابات 2005 التي فاز فيها الإخوان المسلمون بخمس مقاعد البرلمان.
وشن قيادات الحزب هجوماً شديداً على المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين ووسائل الإعلام التي دأبت على مهاجمة الحزب وانتقاد سياساته، مؤكدين أن الحزب لن يقف عاجزاً بعد ذلك أمام هجوم المعارضة، وكان هذا واضحاً في قول جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب: (سنرد الهجوم بهجوم ولن نسمح لكم بتكبيلنا)، متهماً المعارضة بأنها تسعى لخلق صورة مغالطة عن الحزب وتجييش الرأي العام ضده.
وفي المقابل أفاض قيادات الحزب في الحديث عن الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات الأربع الماضية في إطار تنفيذ برنامج الرئيس مبارك وبرنامج الحزب الانتخابي، وأكد صفوت الشريف الأمين العام للحزب أن مؤتمر الحزب وجه عدة رسائل تضمنت توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية سيتم العمل على تنفيذها لصالح المواطن المصري، مشيراً إلى أن الإصلاحات وطموحات المواطنين ستظل على رأس أولويات الحزب في الفترة المقبلة. من جانب آخر شنت المعارضة المصرية هجوماً شديداً على مؤتمر الحزب الوطني، مؤكدة أنه لم يقدم جديداً بالنسبة للمواطنين المصريين، وأنه لن يستطيع تحقيق ما وعد به من برامج وإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، واتهموا قيادات الحزب بتضليل الشعب وخداعه بالحديث عن إنجازات لم تتحقق وعدم الاعتراف بما يعانيه المواطن والمجتمع من فقر وفساد.
وانتقدت المعارضة تجاهل الحزب الوطني لمسألة انتقال السلطة وعدم وضع حدٍ للتكهنات حول التوريث خصوصاً أن الحزب لم يسمِّ مرشحه في انتخابات الرئاسة القادمة.