في العام 2000 عقدت ورشة عمل بالرياض، شاركت فيها بمحاضرة عن ضعف المحتوى العربي على الإنترنت، في تجمع نظمته إحدى الشركات المتخصصة التي تبحث بجدية في ذلك الوقت المبكر في تسجيل أسماء المواقع والنطاقات باللغة العربية، وهو تغير جذري في صلب العمود الفقري للإنترنت، الذي كتب وسجل باللغة الإنجليزية.
تلك المبادرة المهمة وغيرها كثير، وضغط دول وثقافات لعقد كامل، وحسابات الفرص الاقتصادية التي ستفتح من جراء توطين عناوين ونطاقات الإنترنت عالمياً، أسفرت عن إعلان الأسبوع الماضي من قبل (آيكان)، لمبادرتها المتعلقة بأسماء النطاقات بلغات مختلفة، بينها العربية.
وقالت هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (الآيكان) - وهي منظمة دولية تتولى مسؤولية توزيع مجالات العناوين في بروتوكول الإنترنت وتخصيص معرفات البروتوكول وإدارة نظام سجلات المواقع العامة - قالت إنه سيتم قريباً فتح نظام عناوين الإنترنت لمزيد من التخصيص والتوطين للمستخدمين العرب. وهو أمر بالغ الأهمية والتأثير لناحية علاقتنا بالإنترنت ولناحية الثقافة واللغة العربية إجمالاً. مبادرة من شأنها أن تسهم في نشر استخدام العربية على الشبكة وزيادة محتواها، ودعم انتشار الثقافة العربية على الشبكة العالمية، كما توفر خيارات إضافية للشركات والعلامات التجارية المحلية والعالمية التي تنوي توسيع حضورها عربياً.
كثيرون منا لا يعلمون أن بإمكانهم كتابة العناوين التي يبحثون عنها بالعربية، للمواقع المسجلة وهي خدمة متاحة للتجربة، إلا أن الجديد الآن هو ما تقوم به المنظمة في الوقت الراهن لتحويل اسم النطاقات العامة والخاصة- - com. net. sa والتي تزيد على أكثر من 21 نطاقاً عاماً إلى لغات مختلفة.
العام 2010 سيشهد إطلاق أسماء النطاقات الجديدة، بعد فتح باب الاقتراحات أمام الشركات العربية المتخصصة لصياغة نطاقات عربية، فيما النطاقات العامة سييتم إعطاؤها للحكومات، بأسماء دولهم، مثلاً: السعودية، مصر.
ويمكن لوزراة مثلاً أن يكون موقعها (وزارة الثقافة. السعودية)، أو أن تكتب للوصول إلى موقع الجزيرة (الجزيرة. نت، أو صحف.)، كما وستتمكن الشركات والبنوك من تسجيل علاماتها التجارية على الإنترنت بالأسماء التي يعرفها جمهورها المحلي.
هذا التطور الثوري سيكون ميزة المرحلة التالية في مسيرة تطور الإنترنت عالمياً، وسيقود إلى إزالة العوائق النفسية بسبب اللغة، إضافة إلى تقديم فرص جديدة أكبر لزيادة استخدام الإنترنت في المجتمعات المحلية وتوسيع استخدامها في منطقة تبلغ نسبة انتشار الإنترنت فيها حالياً 23 بالمئة من تعداد السكان، وتسجل أعلى نمواً في أعداد المستخدمين تجاوز 1250 بالمئة منذ العام 2000م.
إلى لقاء