Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/11/2009 G Issue 13550
الثلاثاء 15 ذو القعدة 1430   العدد  13550
الحبر الاخضر
الهيئات في عصر التحديات
د. عثمان بن صالح العامر

 

ولدت الهيئات في عهد المؤسس لهذا الكيان العزيز المملكة العربية السعودية جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة-، ونشأت وترعرعت في أحضان هذه الدوحة السعودية المباركة، واستطاعت بفضل من الله وتوفيقه ثم بدعم ولاة الأمر -رحمهم الله- أن تؤدي دوراً مهماً ومؤثراً منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، وفي ظل المعطيات الجديدة ومع التحديات المتعددة في زمن العولمة الصعب كان السؤال الملح الذي طرح نفسه وبقوة وعلى الجميع: ترى كيف نضمن لهذا الجهاز الهام في نظر الكثير منا (الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) المبني على النص الشرعي الصحيح المستند على التاريخ الإيجابي الطويل، كيف نضمن له الاستمرارية والفاعلية، ومن ثم تحقق الخصوصية التي ننشدها لمجتمعنا المحلي دون المساس بخصوصية المواطن وسوء الظن به وبلا تأثير على مسارنا التنموي النهضوي الشامل؟، ومن رحم هذا السؤال كان القرار السامي بتعيين معالي الشيخ الشاب: عبد العزيز بن حمّين الحمّين، الذي هو بشخصه نموذج فعلي لرجل الحسبة الحقيقي الآمر بالمعروف أولاً الناهي عن المنكر أخيراً، حظي بفضل من الله عز وجل ثم بما عُرف عنه من تدين واعتدال، ووطنية وانتماء، وإخلاص ومحبة، و تواضع وحسن خلق، وجدية في العطاء وتميز في الأداء، حظي هذا الرجل نتيجة هذه الصفات بالقبول والدعم والمساندة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسخر جهده ووقته ومعارفه لتطوير هذا الصرح الإصلاحي الهام، ولولا أنني أخشى أن أقطع عنقه لقلت ما أعرفه عنه وما سمعت وهو كثير، والمتابع هذه الأيام لما يصدر عن هذا الجهاز من أقوال وما يقوم به من أعمال يجزم أن هناك بالفعل آلية محددة للتغيير المدروس المبني على رؤية واضحة وتفكير عميق، أهم معالمها في نظري):

* القرب من ولي الأمر واطلاعه على منهجية التغيير وآلية العمل خاصة في هذا المنعطف الزمني الذي يتفق الجميع على خطورته وفي ذات الوقت الاستماع إلى توجيهاته ونصائحه، ومن هذا الباب كان لقاء رجال الهيئات بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز يوم الثلاثاء الماضي.

* تعرف منسوبو الهيئات على ذواتهم (من نحن، وماذا نملك، وما هي رسالتنا في المجتمع، وأين نحن الآن في خارطة طريق الإصلاح؟) وفي هذا السياق يأتي الاجتماع الثالث لمديري عموم الفروع والإدارات العامة (نحو رؤية تطويرية شاملة) ومن قبل دراسات وأبحاث ميدانية على أداء رجل الحسبة، وحوارات ومناقشات علمية تتركز في هذا الباب، وكذا إعادة هيكلة الجهاز وتعيين وكيل خاص للشؤون الميدانية حرصا على قيام الجهاز بواجباته على أكمل وجه.

* إطلاق الخطة الإستراتيجية التي دشنها سمو النائب الثاني وزير الداخلية بشراكة حقيقية مع مركز البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

* التعرف على أبرز ملامح المجتمع المحلي الذي عرف عنه الاستقامة والاعتدال ومن شذ فلكل مقام مقال، والتعرف ليس مجرد انطباع آني، بل من خلال الدراسات والأبحاث الميدانية العلمية، والتواصل الإعلامي المستمر المرسوم والمخطط له بكل حرفية ومهارة.

* إدخال التقنية والمضي قدماً في مشروع الحكومة الإلكترونية.

* الانتقال من دائرة الاجتهادات الفردية إلى العمل المؤسساتي المنضبط وعقد الدورات التدريبية المتخصصة لتنمية مهارة رجل الحسبة في الميدان.

* التواضع مع المخالف وعدم إشعاره بالأستاذية والتشفي، فخطه في الأساس خط مستقيم والانحراف أمر طارئ يعالج حسب المعطيات وبناء على الملابسات، وفي هذا صدرت التوجيهات الصريحة والإرشادات الواضحة من قبل الرئيس العام شخصياً.

* العلمية ومن هذا الباب أطلق برنامج كراسي الحسبة في الجامعات السعودية ووقعت مذكرات التعاون المختلفة مع عدد من المؤسسات العلمية والمراكز المتخصصة واستقطاب المستشارين المتميزين لتعزيز الكوادر البشرية في الجهاز، وذلك من أجل البحث والتدريب ورفع الكفاءة الإدارية، واستضيف معالي نائب وزير التعليم العالي أ.د: علي بن سليمان العطية للحوار والمناقشة حول آلية التفعيل وضمان الجودة،، والواجب علينا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء مد اليد لليد ومصافحة القلوب المحبة بعضها بعضا، وذلك من أجل تنمية الشعور بالمسئولية الجماعية ولضمان سلامة سفينة المجتمع المبحرة في عباب مسار التنمية الشاملة والمستديمة في عهد ملك الإنسانية الرمز ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد