Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/11/2009 G Issue 13548
الأحد 13 ذو القعدة 1430   العدد  13548
سليمان الأفنس.. لست الأول ولن تكون الأخير!!
يوسف بن محمد العتيق

 

منذ عقود تقارب الثلاثة والكثير من الباحثين والمثقفين والإعلاميين لا يعرفون مدينة طبرجل، درة منطقة الجوف وجوهرة الشمال الغربي الأقصى لوطننا العزيز، إلا من خلال كتابات وتقارير ومؤلفات وبحوث وكلمات الزميل العزيز سليمان الأفنس بن ملفي الشراري (المولود بصحراء الجوف في العام 1375 ه). ومصدرية الباحثين عن سليمان الأفنس في هذا المجال حقيقة موثقة يعرفها الجميع: المثقف والأديب والمواطن والمسؤول على حد سواء؛ فقد كتب هذا الرجل عن هذه المدينة وأهلها العشرات من المقالات والكتب والتحقيقات والتقارير الإعلامية، وشارك بوصفه باحثا وإعلاميا في الكثير من المنتديات والمؤتمرات، وعلى رأسها مشاركته وحضوره المستمر والمنتظم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، كما أنه استضاف في منتداه بمدينة طبرجل العشرات إن لم يكن المئات من الباحثين والمهتمين، فأفضى سفيرا فوق العادة لهذه المدينة أمام الآخرين، وتحدث عنها وعشقها وكتب عن تاريخها وأفرد مسيرة مؤسسها بكتاب مستقبل بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها، كما كتب عن أهلها والعادات والتقاليد في بلدته وجغرافيتها ومواقعها ونباتها، وكل ما يخطر على البال عن هذه المدينة، وتتلمذ على يده العديد من الزملاء ممن عرفوا عن طريقه وأحبهم الناس من خلاله وتعريفه وتقديمه لهم.

وله مراسلات ومكاتبات مع حمد الجاسر وابن خميس وابن جنيدل والكثير من الرواد من داخل وخارج وطننا العزيز.

ولا تكاد تذكر مدينة طبرجل من الجانب الإعلامي والثقافي إلا ويذكر سليمان الأفنس؛ كونه أنشأ بها منتدى ثقافيا منذ سنوات طويلة، وهو مراسل أكثر من صحيفة، ينقل أخبار طبرجل إلى وسائل الإعلام ومن وسائل الإعلام إلى المتلقي في كل مكان.

لن أطيل في الحديث عن أبي إبراهيم، بل ما سقته سلفا لأقول إن مثل هذا الشخص حقه التقدير والتكريم من الجميع، وبخاصة ذوي القربى. إلا أنه في الأيام القليلة الماضية تفاجأ الجميع بصدور كتاب عن معشوقته مدينة طبرجل، بعشرات الموضوعات التي لم يعرفها الناس إلا من خلال ما يكتبه سليمان الأفنس، لكن المفاجأة أن هذا الكتاب خلت جميع صفحاته وقائمة مصادره ومراجعه من أي ذكر لسليمان، وهذا أمر قد لا يستغربه القارئ البعيد عما يكتب أو يقال عن طبرجل، وأما من يعرف طبرجل وطبيعة ما يكتب وما نشر عنها فيستحيل أن يقتنع بهذا الكتاب(!)، وخاصة أن مؤلفه من وراد مكتبة سليمان الأفنس، بل وتحتفظ قائمة الاستعارة في مكتبة سليمان باسم هذا المؤلف مستعيراً للكتب(!).

طبعا: لا يحق لي أن أقول أو يقول غيري إن ما يكتبه سليمان الأفنس هو المصدر الواجب الرجوع إليه فيما يكتب عن طبرجل، لكن الذي يجزم به كل من عرف ما يكتب عن طبرجل، هو أن سليمان الأفنس المصدر الأول عن هذه المدينة التي احتفت قريبا بالذكرى الخمسين على تأسيسها.

وسؤال آخر: هل هذا التجاهل (أو التهميش والإقصاء) لسليمان طبيعي؟!

وهنا همسة في أذن سليمان: لست أول من يُهضم حقه، ولن تكون مع الأسف الأخير؛ فقد بات الحق الأدبي جنازة دفنت عند شريحة من الكُتّاب للأسف.

أخيرا: ألا يحق لنا أن نكرم سليمان الأفنس بدلا من أن نتجاهله؛ لأنه باختصار شديد يكتب عن الوطن، ويكرس حب الوطن والوطنية من خلال كتاباته عن مدينته ومعشوقته (طبرجل)، وكل الوطن غالي على أبي إبراهيم.

للتواصل:


Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد