لن أخوض في كامل لج البحر الأزرق لكون ذلك يتطلب مساحات أكثر اتساعاً من المتاح، ووقتاً أكبر من المتوفر.. ولكنني سأتناول فقط بعض الجوانب الفنية للمواسم الأربعة الأخيرة.
|
** كيف أن (نادي القرن) ظل محافظاً على الكثير من ثوابته وملامحه، وكاريزميته البطولية (والزعامية) رغم تعاقب المدارس التدريبية المختلفة على قيادته فنياً.
|
** ذلك أنه عندما جاء البرازيلي (باكيتا) ليتولى الأمور الفنية للزعيم.. قام بفرض وتطبيق طريقة وفلسفة فنية تختلف تماماً عن الطرق والفلسفات المعتادة.
|
** ورغم حداثتها على خارطة العمل والنهج الفني الهلالي.. إلا أنه لم يعان ولم يستغرق وقتاً طويلاً في سبيل تطبيق فلسفاته التدريبية.. إذ سرعان ما تشرب الفريق تفاصيل الطريقة الباكيتية التي أثمرت عدداً من البطولات والألقاب إلى درجة الاستحواذ على جميع المسابقات الموسمية المحلية خلال موسم واحد.. مما دفع بالاتحاد السعودي لكرة القدم إلى الاستعانة به لتدريب المنتخب الذي فشل معه فشلاً ذريعاً (؟!).
|
** ومن بعده جاء الروماني (كوزمين) ليأتي بفلسفات وأفكار تدريبية أخرى مغايرة لتلك التي كان يعتمدها وينتهجها (باكيتا) في تطبيق خططه وتكتيكاته.. فجعل من الفريق الأزرق قلعة منيعة يصعب اقتحام حصونها إلا بشق الأنفس محققاً هو الآخر عدداً من البطولات المعتبرة.
|
** وكان في طريقه لتحقيق بطولة الدوري المحلي للموسم الماضي.. فضلاً عن حظوظه وأهليته التي لا أحد يختلف عليها في قيادة الفريق لبلوغ نهائيات الكأس الآسيوية.. لولا أن المتربصين بضغوطهم قد نجحوا في جعله هدفاً سهلاً لعقوبة أضرت كثيراً بالنادي ولم يتضرر منها كوزمين.. فخسر الفريق الدوري وخرج من المسابقة الآسيوية.. وهنا مربط الفرس(؟!!).
|
** وها هو البلجيكي (جريتس) ينجح في مهمته المتمثلة في إبقاء زعيم آسيا في الطليعة رغم اختلاف منهجه وأسلوبه التدريبي عن سابقيه (باكيتا) و(كوزمين).
|
** من كل هذا يتضح بأن السر في الزعامة الهلالية الطردية.. لم يكن يوماً رهين فلسفة تدريبية معينة.. بقدر ما يمثل ويجسد مدى تميز اللاعب الهلالي بقدراته الذهنية والمهارية والفكرية التي تخدمه وتساعده على سرعة التكيف واستيعاب أدق التفاصيل الفنية المطلوبة بأسرع وقت ممكن.. رغم تعاقب المدارس واختلافها المنهجي، ورغم قصر مدة ذلك التعاقب قياساً بما يتطلبه استيعابها من جهد ووقت ومن ثم تطبيق في أماكن أخرى.. حيث تتطلب كل مرحلة تدريبية جديدة إلى سنوات حتى تنضج وتُستوعب، وقد تثمر وقد لا تثمر.
|
|
** الذي تابع المونديال العالمي للشباب الذي أقيم بجمهورية مصر العربية مؤخراً.. ومن بعده مونديال الناشئين المقام حالياً بنيجيريا.. ثم يتفحص أسماء البلدان المشاركة في هذين المونديالين.. لا بد أن يعتصره الألم الممزوج بالسؤال العريض: أين الكرة السعودية من هذين المحفلين (؟!!).
|
** بلدان آسيوية سبقناها كروياً على كافة المستويات وبمراحل.. ومع ذلك شاهدناها تتواجد في هذين المحفلين بفاعلية لافتة وجديرة بالاحترام (؟!).
|
** وعلى المستوى العام العالمي.. شاهدنا خلال هذين المونديالين منتخبات لدويلات لا تتمتع إلا بالقدر اليسير من الإرث الكروي والبشري والاقتصادي قياساً بما يتوفر لنا من هذه المقومات والمعطيات (؟!).
|
** كل هذه الغصات بكل ما يواكبها ويخالجها من تساؤلات تزامنت مع إخفاق أخضرنا الناشئ في التأهل للنهائيات الآسيوية وخروجه من المنافسة، ليكمل بذلك مسلسل إخفاق الكرة الخضراء في الحضور الذي عُرف عنها حتى أضحت ملء السمع والبصر (؟!!).
|
** اللافت للنظر أننا انشغلنا بقضنا وقضيضنا بالفريق الاتحادي ونسينا أن لنا منتخباً ناشئاً في كوالالمبور يصارع على التأهل وبالتالي فهو يحتاج منا إلى نسبة ضيئلة من الدعم والاهتمام والرعاية التي يحظى بها العميد على كافة المستويات.
|
** ولا يعني هذا أنني ضد دعم الفريق الاتحادي بكل الوسائل.. فلطالما نادينا وطالبنا بضرورة دعم الأندية التي تمثل الكرة السعودية خارجياً على غرار ما يحدث الآن من دعم لممثلنا الاتحاد.
|
** ذلك أن ما عنيته هو أن الأخضر الناشئ كان يستحق ولو القدر اليسير من هذا الدعم وهذا الاهتمام اللا محدود.. فكلاهما يمثل الوطن وبالتالي فلا مجال للمزايدات.
|
** وهل كان أجمل من أن يتأهل الاتحاد بالتزامن مع تأهل الأخضر الصغير (؟!!).
|
|
ما ترفع الحبة من المكيل الناقص |
ولا تنقص الحبة من المكيل الوافي |
|