كل متابع للشأن الرياضي في بلادي أن الأندية لم تقم بأدوارها المنوطة بها فيما يتعلق بالوسائل المؤثرة في التغيير الاجتماعي، من برامج ثقافية واجتماعية. ولا أعلم إن كان للرئاسة دور في ذلك، باقتراح برامج معينة، للعمل على متابعتها وبشكل ملزم للأندية، أم أن الأمر متروك لرغبة النادي وتوجهاته واجتهاداته؟. ورغم كل ذلك إلا أن بعض الأندية وضعت بصمة واضحة في الميدان الاجتماعي خاصةً، فهذا نادي الهلال أصبح اسمه مرتبطاً بجمعية إنسان، وما ذلك إلا لإيمان إدارة الهلال وعلى رأسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد بأهمية تفعيل دور الأندية في هذا الجانب، وكل ما عادت بي الذاكرة للوراء إبّان أول لقاء متلفز لهذا الأمير الإنسان بعد قبوله تسنّم سدة (رئاسة نادي القرن) أيقنت صدق قوله بترجمتها إلى أفعال معيشة بات يلمسها أدنى متابع لشؤوننا الرياضية. ولأن الإنسان ابن بيئته، فقد تسابق لاعبو الهلال في الخيرات، وهذا دليل على أهمية وجود القدوة متمثلة بأميرهم الإنسان، مع وجود البيئة المشجعة، ووجود أصل حب الخير، فكان ل(ويلهامسون) قصب السبق في التبرع بجائزته لأطفال جمعية إنسان، فتبعه العديد من لاعبي الهلال، إلا أن الموقف الذي حصل وتحديداً مع اللاعب الكبير أسامة هوساوي، لا يمكن إغفاله مع يقيني أن اللاعب لا يرغب في التصريح بموقفه الإنساني، إلا أن المصلحة وبرأيي تفرض التنويه عن موقفه ليحذو بقية اللاعبين حذوه في مثل هذه الأعمال. فقد سأل أسامة أحد الأيتام بعد زيارة بعض لاعبي الهلال لنادي إنسان الاجتماعي إن كان يحفظ شيئاً من كتاب الله، فقال الطفل: أحفظ جزءاً واحداً، فأعطاه أسامة ألف ريال. فسأل الطفل الثاني، فقال أنه يحفظ ثلاثة أجزاء، فأعطاه ثلاثة آلاف ريال، ثم سأل الثالث، فأخبره أنه يحفظ خمسة عشر جزءاً، فما كان من أسامة إلا أن أخرج دفتر شيكاته، فكتب له شيكاً بخمسة عشر ألف ريال!.. فبربكم كم نحتاج من أسامة لنرتق برياضتنا؟.. وماذا لو حذا نجوم أنديتنا حذو هذا النجم كلٌّ قدر استطاعته؟ والأهم من ذلك كله، ماذا لو فعّل مسؤولو الأندية أداور أنديتهم الاجتماعية؟.. حتماً حينها لن يجد الخلاف طريقاً إلينا، ولكن لا ننسى (كما تكونوا يولّ عليكم).
منتخباتنا السنيّة إلى أين؟
سمعنا أن منتخبنا للناشئين، لم يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا، ونسمع أن منتخبنا للشباب يستعد بمباريات ودية تأهيلية لتصفيات كأس آسيا والأكيد أننا لن نشاهد شيئاً! وسؤالنا: متى نشاهد منتخباتنا؟.
المواطن السعودي محروم من مشاهدة منتخبات بلده، بدعوى الحقوق والتشفير!.. هل هان منتخبنا على المسؤولين أن تركوه يلاطم خضم تلك التصفيات دون دعم معنوي للاعبينا؟.. فأي شعور يخالج صغارنا وهم يركلون الكرة وقد أثقلتها همومهم أنهم لا يعبأ بهم؟! هل هو عدم الاهتمام؟ أم عدم ثقة بقدرة صغارنا؟ أم أن في الأمر ما نجهله؟.. لكن ما نعرفه أن بداية العمل لبناء منتخب أول قوي هو هذه الفئات السنيّة المنسيّة؟ هل تذكرون آخر إنجاز لصغارنا؟ هل تذكرون متى آخر مرة شاهدتم هؤلاء الصغار؟ كل تلك التساؤلات لا تهم، فالمواطنون في وطني بصوت واحد، نريد أن نشاهد منتخباتنا.
لله درك أيها العميد:
العميد، فريق الوطن بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقبه المحبّب، بطولة أبطال آسيا. مارس هذا الفريق أستاذيته على فرق القارة دون استثناء، فلقّن (ناغويا) الفريق القوي درساً في فنون التعامل مع الكرة الحديثة، وخشية من تقصير العميد في إيصال المعلومة بشكل كامل، أعاد الدرس وباختصار في معقل هذا النادي، فقد يكون للبليد عذر بالرطوبة، وهذا ما عمل حسابه (عميدنا) بإعادته شرح تلك الفنون وفي الأجواء التي يفضلها هذا ال(ناغويا).
فتحية إكبار وإجلال للاتحاد السعودي الذي قدّم دعماً غير محدود وغير مسبوق لنادي سعودي، فكان هذا النادي على قدر الثقة، وكل التهاني ممزوجة بأطيب الدعوات لإدارة الاتحاد ممثلة برئيسها الراقي الدكتور خالد المرزوقي، ولا عزاء لمزعزي استقرار العميد.
بقايا حتى...
* سبق وأن قلنا وقال الكثير إن خروج المنتخب ونكسته له أسبابه الكثيرة، من أهمها عمل اللجان غير المنضبط والمعتمد على الأهواء والميول، ولعل قرارات لجنة الاعتباط الأخيرة نذير شؤم باستمرار النكسات!!.
* كل يوم يثبت الزعيم (نادي القرن) أنه الأكبر شعبية، ليس بالكلام، بل بما نشاهده من إحصاءات لملاعب نفض الجمهور الهلالي الغبار عنها، فملاعب الإحساء والقصيم وقبلها المحالة وتبوك شواهد قائمة تعمى أبصار الأقزام عن رؤيتها، وإن استيقنتها أنفسهم.
* أقلب بعض قنوات الفتنة، وأقرأ بعض الرؤى والأطروحات الموغلة في التعصب والفحش، فأترحم على أبي حنيفة حين قال (آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه).
* لا قيمة لجائزة أفضل لاعب آسيوي إن تخطّت النمر الاتحادي محمد نور.
* عندما أستمع لبعض مداخلات أعضاء اللجان العاملة في الاتحاد السعودي في التلفزيون، أدرك سبب إخفاق تلك اللجان.
* في دوري المحترفين السعودي، تكاد تكون المقاعد الأولى قد حجزت سلفاً، بينما المقعد الرابع، سيتنافس عليه بقية الفرق وبقوة لتقارب مستويات الفرق من بعضها.
* حقق الاتحاد الدوري المشترك عام 1402هـ، وتم إقرار بطولة الخليج لأول مرة عام 1403هـ، بنظام الذهاب والإياب.. الغريب في الأمر أن من شارك في بطولة الخليج حينها فريق النصر بطل دوري 1401هـ، ولا أعلم سبباً لذلك إلا أن تكون بطولة الدوري المشترك لا تُصنّف ضمن بطولات الدوري الممتاز، أو أن النصر قد جُومل على حساب نادي الاتحاد. تذكرت تلك الأحداث وأنا أرى الاتحاد والنصر يمثلان الوطن خارجياً، فمزيداً من الألَق والازدهار لممثلي الوطن.
آخر حتى:
الكونُ فسيحٌ إلا في عينيَّ، وفي عينيكِ كوني الفسيحُ.