Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/11/2009 G Issue 13548
الأحد 13 ذو القعدة 1430   العدد  13548
بمشاركة من جهات مختلفة
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ينظم برنامجاً تدريبياً لتنمية مهارات الاتصال في الحوار

 

تغطية - منيرة المشخص

ضمن اهتمامه بنشر ثقافة الحوار نظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على مدار قرابة الثمانية أيام من خلال برنامج تدريبي، حيث تم تقسيمه إلى نظري وعملي، وهدف البرنامج إلى إعداد مدربات معتمدات لنشر ثقافة الحوار في دورته الثانية بمشاركة 36 سيدة من عدة جهات مختلفة من كل: جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة الأمير سلطان الأهلية وأيضاً ولأول مرة تشارك منسوبات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فيما تم تخصيص التدريب العملي في مقر عمل كل جهة. (الجزيرة) التقت بالمدربات والمشاركات وخرجت منهن بهذه الحصيلة من الانطباعات:

التقينا بداية بالمدربات المركزيات في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني واللواتي شاركنا في التدريب..

فتحدثت لنا بداية المدربة المركزية: فاطمة القحطاني (مشرفة على التنسيق والمتابعة لمتطلبات التنفيذ ودراسة السير وترشيح المشاركات) قائلة: يتناول البرنامج جانبين لإعداد المدربات الأول نظري وهو يحتوي على حقيبة مهارات الاتصال في الحوار والمهارات التدريبية الأساسية، واستمر لمدة خمسة أيام والجانب التطبيقي الميداني وتقوم خلاله المشاركات بالتطبيق العملي للمهارات المكتسبة داخل كليات الجامعة لمدة ثلاثة أيام.. وأوضحت القحطاني: إن إدارة التدريب في مركز الحوار تسعى من خلال تكثيف هذا النوع من البرامج للاستفادة من الكفاءات الأكاديمية بالجامعات السعودية في القطاعين العام والخاص واستثمار أحد أهم أهداف الجامعة لخدمة المجتمع عن طريق نشر الثقافة الحوارية والسلوك الحواري السليم في المجتمع.

وحول أبرز ما تميز به هذا البرنامج فتبين المدربة فاطمة ذلك بقولها: إعداد المشاركات خطط عمل من واقع حماسهن لنشر هذه الثقافة لتنطلق بها بين أروقة الجامعة وتتوجه بالدرجة الأولى إلى معلمات المستقبل من طالبات الجامعة في كلياتها المختلفة، وتضيف القحطاني: ولطالما سعدت بإشادة المشاركات بالبرنامج كالخبرات والمهارات التي دارت حولها حلقات النقاش وسعادتهن بانضمامهن لثقافة التدريب على هذا النوع من السلوك الراقي بحسب ما ذكرن إضافة إلى التفاعل مع حاجة المجتمع الملحة لنشر ثقافة الحوار الهادف.

التقينا بعد ذلك بالمدربة آمال المعلمي فقالت: المتدربات حضرن من جهات مختلفة فمثلا أعضاء هيئة تدريس من جامعة الأميرة نورة.

فبطبيعة الحال تكون مشاركتهن معبرة ومتداخلة من العمق المعرفي ومنسوبات جامعة الأمير سلطان، وهن من الإداريات كلٌّ لها حضور مثمر، وكان هناك دمج متميز بين الجامعتين خاصة أن كلاً منهن تمثل قطاعاً مختلفاً حكومياً وخاصاً, وتضيف المعلمي: بالنسبة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات والتي تعتبر المشاركة الأولى لها ولمنسوباتها في مثل هذا البرنامج على مستوى المملكة، فالحق يقال كان حضورهن ملفتاً للأنظار خاصة حينما طلب من إحدى منسوبات الإدارة التحدث عن دور الإدارة النسائية فيها فتحدثت لمدة ثلاث دقائق عن دور المكافحة، كانت كافية لجعل جميع الحاضرات ينصتن لها باهتمام خاصة أنه قطاع هام والكل يريد معرفة دوره على وجه التحديد، إضافة إلى أن الحاضرات تفاجأن بحضور منسوبات المكافحة.

وحول رأيها في المشاركات فأوضحت آمال المعلمي ذلك بقولها: كان لديها اهتمام بنشر ثقافة الحوار، كذلك لمست منهن رغبة في تغيير البيئة التعليمية مادياً ومعنوياً مع طالباتهن، حيث ذكرت لي بعضهن أنهن سيعملن جاهدات حتى على تغيير الكراسي بعدما لمسنا راحة خلال جلوسهن على الكراسي أثناء البرنامج.

وكان للمدربة حياة الدهيم رأي في المشاركات حيث قالت: بالرغم من أن المشاركات من جهات مختلة لكن لاحظت لديهن تواصل فيما بينهن أثناء البرنامج, وتواصل الدهيم قائلة: كذلك لاحظت أن لديهن اتصالاً عالياً ورغبة في تطبيق البرنامج خاصة في المجتمع الأكاديمي ومجتمع الطالبات.

أيضاً لمست إصراراً منهن على تغيير أسلوبهن في الحوار مع الطالبات ومن معهن في بيئة العمل, وهذا مؤشر جيد على أن البرنامج أوتي ثماره وكذلك إن رغبة التغيير نحو الأفضل موجودة لدى الجميع ولكن ينتظر من يظهرها أو يصقلها.

والتقينا بعد ذلك ببعض المشاركات، فتحدثت لنا الدكتورة: ليلى فادن أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا قائلة: خرجت من البرنامج بعدد من الفوائد الهامة منها: أن يكون هناك إنصات من المتلقي وعليه إجادة لغة وسياسة الإنصات واحترام وجهات النظر كذلك تعلمت كيفية التعامل مع الآخر كل بحسب شخصيته كذلك أن نبدأ بإصلاح ذاتنا قبل أن نطالب الآخرين بذلك لكي نخرج عند الحوار بوجهات نظر أو حلول متقاربة.

وتعتقد الدكتورة ليلى أن هناك اختلافاً في معايير الحوار من بيئة إلى أخرى، فهناك مجتمعات لديها حرية في التعبير عن الرأي بعكس مجتمعات ثانية خاصة أن المجتمع العربي تربى على أن يحترم رأي الكبير حتى لو كان خاطئاً ولا يناقشه وتضيف: لكن الوقت ألان اختلف فجيلنا أبنائنا الآن أصبح يناقش الأهل في وجهات نظرهم ولكن علينا صقل هذا النقاش ليكون غلافه الاحترام والتقدير.

الدكتورة حصة الهذال أستاذ التاريخ بكلية الآداب أشارت إلى أن من أبرز ما خرجت به من البرنامج: تقبل الطرف الآخر بسلبياته وإيجابياته إلى جانب الإنصات والاستماع واحترام وجهات الغير، كذلك عند الدخول مع أحدٍ في حوار ننسى أي صراعات أو خلافات قديمة ونجعل الحوار الهادف هو الفيصل بيننا.. وتواصل الدكتورة حصة: كذلك هناك نقاط جداً مهمة خرجت بها: التنظيم وأن هناك فرق بين الحوار والإقناع والمجادلة والمفاوضة كذلك استخدام حركة الجسد عند المتكلم وحتى طبقة الصوت فجميعها مؤثرة وخفية بالنسبة للمتلقي.. وترى الهذال أن هناك اختلافاً في معايير الحوار من بيئة إلى أخرى ولكن هناك ثوابت لا تتغيير مثل الإنصات واحترام وجهات النظر.

الدكتورة ليلى عبدالمجيد, ذكرت أنها خرجت منه بعدد من الأمور الهامة مثل: البدء بسماع قناعات الطرف الآخر وبالنقاط التي اتفقوا عليها كذلك استخدام الأسلوب الهادئ في الحديث وعدم رفع الصوت والإنصات ومخاطبة الناس على قدر عقولهم وثقافاتهم، أيضاً التعبير عن المشاعر بعقلانية.. وتواصل الدكتورة ليلى: الجميل في البرنامج أننا اطلعنا الدور الهام الذي يقوم به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والرسالة التي يقوم بها بنشر ثقافة الحوار في المجتمع لما لذلك من فائدة لجميع الأطراف كذلك التعرف على زميلات جدد من قطاعات مختلفة والاستفادة من تجاربهن. وتختلف الدكتورة ليلى عبدالمجيد مع من قال إن معايير الحوار تختلف من بيئة إلى أخرى وترى أن الأمر يطبق على فئات معينة من المجتمع مثل فئة الأطفال وهذا ما يتم في جميع المجتمعات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد