Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/11/2009 G Issue 13548
الأحد 13 ذو القعدة 1430   العدد  13548
لما هو آت
اليوم أكثر..!
خيرية إبراهيم السقاف

 

أنحاز هذا اليوم لتلك الصبية التي لم تجد في مخبأ أبيها ورقة نقدية تبتاع بها رغيفا في فناء المدرسة وهي تجلس لصويحباتها عن الفاصل بين الحصص..

*** وأنحاز هذا اليوم لتلك المرأة التي تكرر ذهابها للقاضي ليفصل في أمرها فرفض الإصغاء لها وأرجأ الجلسة مراراً, إلى أن يحضر ذلك الرجل الذي لم يكن أميناً كما ينبغي على رفقتها, ولم يكن حريصاً على الاستجابة لدعوة الحضور مراراً..

*** وأنحاز هذا اليوم لتلك القطة التي سمَّنوها بما لذ وطاب من منتجات مزارع كاليفورنيا المعلبة حتى لم تعد قادرة على الحراك، فجُعلت لعبة بين الأيدي, وحرمت من ممارسة طبائعها وفطرتها..

*** وأنحاز هذا اليوم لمؤذن كلما ارتقى ليدعو للصلاة ضاع صوته بين أصوات المآذن المتاخمة مساجدها لا يباعد بينها إلا شارع وآخر..

*** وأنحاز هذا اليوم لكوب القهوة كلما مدت أبخرتها لخيال مبدع فرَّقه بخور مطبلين حول متسلق..

*** وأنحاز هذا اليوم لأولئك الفتيان المتسكعين في الشوارع، المتجمعين عند أطراف الحدائق يصمون آذان النيام بصخب أصواتهم, إذ لا مكان يردونه فيحتويهم..

*** وأنحاز اليوم كثيرا لدمعة أهدرها جرح، ولجرح أحدثه جزٌّ, ولجزٍّ داهمته مُدية، ولمُدية في كفٍّ من حجر. .ولحجر قسوته كقلب..

*** لكنني أيضا أنحاز اليوم لبياض الطيبين، ولأرواح النقيين، ولأصوات الصادقين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد