عبر الأمين العام للجنة الوزارية للتنظيم الإداري، الأستاذ أحمد بن سالم الزهراني عن بالغ سعادته برعاية خادم الحرمين الشريفين احتفال معهد الإدارة العامة بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائه. وأكد أن هذه الرعاية تعكس اهتمام ولاة الأمر حفظهم الله بالأجهزة الإدارية في الدولة وحرصهم على دعم هذه الأجهزة وتطويرها وتحقيق كل ما من شأنه رفعتها والارتقاء بأدائها. وقال الأستاذ أحمد الزهراني إن معهد الإدارة العامة وهو يحتفل بمرور خمسين عاماً على إنشائه إنما هو يحتفل بتاريخ مضيء من الإنجازات والإسهام المباشر في مسيرة التنمية الإدارية التي شهدتها المملكة خلال المراحل التنموية المتعاقبة، حيث كان للمعهد دور رئيس ومحوري في إحداث النقلات التطويرية للأجهزة الإدارية الحكومية من خلال التدريب والبحوث والاستشارات، ومن خلال دوره الفعال في إجراء الدراسات المتعلقة بنشاط الإصلاح الإداري، التي كان يقوم بها أعضاء هيئة التدريب في المعهد حيث كان المعهد يضم أمانة اللجنة العليا للإصلاح الإداري منذ نشأتها عام 1383هـ، ولازال كذلك في الوقت الراهن يضم أمانة اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري التي أنشئت عام 1420هـ، وحلت من الناحية العملية محل اللجنة العليا للإصلاح الإداري.ويقوم المعهد إلى جانب دوره بدعم تلك الأجهزة وغيرها من أجهزة القطاع الخاص بالكفاءات المتميزة التي تبوأت مواقع قيادية في تلك الأجهزة. وأشار الأستاذ أحمد الزهراني إلى أن معهد الإدارة العامة لا يحتفل وحده بهذه المناسبة بل يشاركه الاحتفال والشعور بالفخر بهذه المناسبة كل أجهزة القطاعين الحكومي والخاص التي استفادت من خدماته واستعانت بخبراته ودعمت إداراتها بكفاءاته.
وأضاف الأستاذ أحمد الزهراني أن معهد الإدارة العامة وهو يحتفل بإكمال عامه الخمسين ينظر للمستقبل بأمل كبير ويتطلع إلى عهد زاهر للإدارة في المملكة تواصل فيه ريادتها وتواكب فيه كل مستجدات العصر، وتأخذ بزمام المبادرة لقيادة الوطن نحو مدارج الرفعة وقمم المجد.
الارتقاء بمستوى الإدارة
من جانبه أعرب سعادة نائب مدير عام معهد الإدارة العامة لشؤون التدريب، د. صلاح بن معاذ المعيوف، عن اعتزازه برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لاحتفال المعهد بمرور خمسين عاماً على إنشائه، مشيراً إلى أن هذه الرعاية تمثل حلقة في منظومة الدعم المتواصل الذي يقدمه ولاة الأمر لمعاهد العلم ومؤسسات تدريب وتنمية القوى البشرية، ولمعهد الإدارة العامة على وجه الخصوص، ما مكن المعهد من أداء دوره ورسالته في خدمة خطط الدولة وبرامجها التنموية، وتقديم نشاطاته وخدماته للمستفيدين في مجالات التدريب والبحوث والاستشارات والتوثيق الإداري، وفق أحدث الأساليب والنظم الإدارية. وقال المعيوف إن إنشاء معهد الإدارة العامة، قبل خمسين عاماً، جاء متلازماً مع رغبة المملكة في الانطلاق نحو آفاق إدارية وتنموية أشمل وأرحب، حيث كشفت الدراسات التي أجريت بمعرفة أكثر من جهة دولية على واقع الجهاز الحكومي في هذه الفترة المبكرة من تاريخ البلاد عن الحاجة الماسة إلى تدريب موظفي الدولة لتحقيق هدف تطور الأداء الوظيفي، وتسريع محاولات الإصلاح والتطوير الإداري لأجهزة الدولة من أجل بناء إدارة مركزية قوية تكون قادرة على النهوض بخطط وبرامج التنمية الوطنية، وهو الدور الحيوي الذي نهض به المعهد، ويمكن في ضوئه النظر إلى الإنجازات التي حققها المعهد في مجال التدريب خلال نصف قرن من الزمان.ولفت د. المعيوف إلى أن المعهد أسهم بشكل فعال عبر برامجه المختلفة، ونشاطاته التدريبية في رفع كفاءة موظفي الدولة، وإعدادهم علميا وعمليا لتحمل مسؤولياتهم وممارسة صلاحياتهم على نحو كفل الارتقاء بمستوى الإدارة في الأجهزة الحكومية، ودعم قواعد تنمية الاقتصاد الوطني، عن طريق تصميم وتنفيذ برامج تدريبية وإعدادية تهدف لرفع مستوى الأداء عن طريق زيادة المعارف وتطوير الخبرات وصقل المهارات؛ من خلال عدد من البرامج والفعاليات التي تلبي احتياجات ومتطلبات الجهاز الحكومي؛ وفق متغيرات ومستجدات التدريب الحديث التي تسهم في بناء المواطن المؤهل والمدرب على أحدث البرامج والنظريات العلمية، وتضمن تنمية القوى العاملة المحلية بشكل سليم، عبر طرق وأساليب التدريب الحديث والفكر الإداري المتجدد، والممارسة الإدارية التي تمكن الجهاز الحكومي وسوق العمل في المملكة من الاستجابة السريعة والفعالة لمتطلبات وأساليب التطور الإداري واحتياجات سوق العمل.