Al Jazirah NewsPaper Sunday  01/11/2009 G Issue 13548
الأحد 13 ذو القعدة 1430   العدد  13548
المنشود
توازن الموظفة بين البيت والعمل
رقية سليمان الهويريني

 

عمل المرأة خارج منزلها ليس وليد الساعة، بل إنه وجد منذ الأزل.. فالله عز وجل يقول: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}وبرغم ذلك؛ فلم يحظ موضوع بالجدل مثلما حظي عمل المرأة، شرعياً واجتماعياً ونفسي. واختلفت الرؤى، وتباينت الاتجاهات وانقسمت إلى فريقين: فريق يرى عدم خروج المرأة للميدان بتاتاً، باعتباره خطراً يهدد المجتمع. وأن عملها سيؤدي إلى الاختلاط، وانتشار المفاسد، وبالتالي انفلاتها من بيتها وتفكك أسرتها، كما أن خروجها للعمل هو خروج عن فطرتها وطبيعتها. بينما الفريق الآخر يؤيد عمل المرأة دون قيد أو شرط، ومن حقها ممارسة العمل في شتى المجالات لكسب قوتها وادخار جزء منه لشيخوختها.

ويحسن التزام الوضوح والصراحة فيما يتعرض له مجتمعنا من اختلاف في الرؤى والتطلعات، ومعايشة الواقع الأسري والاجتماعي والاقتصادي للخروج برؤية واقعية حول عمل المرأة. والأهم من ذلك الإجابة على السؤال: هل الموظفة تستطيع أن تدير شئون بيتها على أكمل وجه؟ والإجابة: نعم هناك من تستطيع، ولكن ليست كل موظفة، بل ليست كل امرأة على الإطلاق! فحتى ربة المنزل المتفرغة قد لا تستطيع القيام بهذه المهمة دون اكتراث بالترتيب والتنسيق والتنظيم. فالمرأة التي تمارس النوم الطويل، وتجتر المكالمات الطويلة، وتتسوق بلا هدف، وتقوم بالزيارات المجدولة، وتراسل قنوات الهذر، وتتابع شريطه التافه لن تتمكن من إدارة شؤون بيتها. ومصيبتنا هذا النوع من السيدات التي تعيش بدون هدف، ومن كان لديها هدف نبيل ومبتغى تربوي سامٍ فإنها ترى الطريق واضحاً مهماً اعترضتها العقبات.

والحاجة قائمة إلى أم وسيدة منزل بارعة توزع المسؤوليات، وتكافئ المنتج، وتحاسب المقصر، وتعطي اهتماماً خاصاً لتدريب أولادها بالاعتماد على أنفسهم في قضاء أمورهم، والموظفة أولى بذلك، مع ضرورة وقوف أولادها وزوجها بجانبها. والتفاهم مع شريكها حول طلباته، وانتقاداته والتخفيف من دعوات أصدقائه. وأتوقع أن الموظفة حالياً قد تجاوزت هذه الأزمة بسلام. وآن الوقت لتدرك أنها ندٌّ للرجل في قضاء مستلزمات أسرتها، وتوفير احتياجاتها بالإضافة إلى القيام بأعمال المنزل. فعليه احترامها وتقدير دورها وعدم لمزها أو التضييق عليها. كما يجدر بها -أيضاً- اتخاذ مواقف إيجابية لنفسها، والوقوف بصمود عند شعورها بالإهانة أو التقليل من شأنها، مع الاحتفاظ بالود والاحترام وحفظ منزلته كقائد للبيت.

ولا يكمن سرّ سعادة البيوت بمكوث الزوجات فيها، وأن خروجها سيهز أركانها. فالحق أن عملها عموماً إن كان فرضاً فهو فرض كفاية، وإن كان سنة فهو سنة مؤكدة، فليست كل امرأة جديرة بالخروج للعمل، وإن كانت كل امرأة لديها استعدادات فسيولوجية لأن تكون زوجة وأمّاً وربة بيت، بيد أنها قد تكون غير مهيأة فكرياً لذلك، حيث لابد من تأهيلها للتوازن بمزاولة العمل السليم في البيت وخارجه، وليس المقصود بعمل البيت الطبخ والكنس والتنظيف، فهذه يمكن لأي أحد القيام بها، إنما العمل العظيم هو مشاركة زوجها وتعاونهما على جودة التربية، والتوجيه الصحيح لأولادهم، وهذا فرض عين على كل فتاة، وإن أبت فاخلعوا عنها الأنوثة وانزعوا عنها الأمومة، فليست جديرة بها.







www.rogaia.net rogaia143 @hotmail.Com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد