قبل أكثر من عقدين من الزمان، كنا نحن التربويون بوزارة التربية العائدون من بعثاتنا إلى أوربا وأمريكا، نتناول في حواراتنا الشخصية والمهنية، إمكانية استفادة بلادنا من بعض الأفكار والتجارب التربوية الجميلة الواعدة التي تعلّمناها في أثناء فترة الدراسة. وعندما يأتي الحديث حول إنشاء جمعية للمعلمين السعوديين يصبح حديثنا هامساً ومقتضباً، يحدث هذا في وقت كانت الوزارة تبعث بعض قياداتها لحضور مؤتمرات وندوات جمعية المعلمين الكويتية. إن إنشاء جمعية للمعلمين السعوديين أصبح اليوم مطلباً تربوياً ملحاً يفرضه منطق تطوير التعليم، وتمليه الحالة المتواضعة لتعليمنا. إني لا أتصور كيف سينجح تعليم غابت عنه الجمعيات التربوية المهنية. جمعية المعلمين السعوديين في حال إقرارها ستكون رافداً عظيماً لمهنة التعليم. دعوني أذكر لكم ماذا يمكن أن يجني تعليمنا من وجود جمعية للمعلمين السعوديين. ستدافع الجمعية عن مهنة التدريس وستضع لها أرقى المعايير، وستعمل الجمعية على الرقي بأداء منسوبيها من المعلمين، وستكون حلقة وصل حضارية بين الوزارة والمعلمين بدلاً من الفوضى والجلبة التي يمارسها بعض المعلمين اليوم، وستكون الجمعية بمثابة هيئة استشارية للوزارة، وستعقد الجمعية ندوات ومؤتمرات وورش عمل تربوية تسهم في رفع مستوى أداء المعلمين، وستحمي الجمعية مهنة التدريس ممن يتطفّلون عليها ويسيئون إليها، وستوفر الجمعية دعماً معنوياً ومرجعية مهنية للمعلمين يجعلهم أكثر استقراراً.