وردتني رسالة على الإيميل من الرسائل التي تحمل بعض الفوائد، والنصائح وهي هذه المرة مختلفة عن كل مرة، ليست من رسائل النصائح الدينية الكثيرة التي تدعو إلى نشرها فوراً وإلا ستصاب باكتئاب شديد، أو يصيبك الفلس أو تحل بك مصيبة قريباً، وإذا نشرتها فإنك ستسمع خبراً جيداً خلال أيام، وهو ما ينتشر في بعض الإيميلات هذه الأيام.
كانت رسالة الإيميل هذه المرة تتناول جانباً من جوانب تنمية الذات، حتى لو كان على حساب خداع النفس، فالمسألة في تنمية الذات تكون في أول الأمر خدعة نفسية تتحول إلى حقيقة مع الوقت، وكلما كنت أكثر قدرة على إقناع عقلك الباطن بالرسالة التي تريده أن يؤمن بها كنت قادراً على تحقيق أحلامك.
هذه المرة عن عقلية أصحاب الملايين جعلنا الله منهم، تتلخص في الآتي:
هل تساءلت يوما لماذا ينجح بعض الناس في أي شيء يفعلونه سواء على مستوى العمل أو المال أو غيرهما لدرجة أنك اعتقدت أنهم يملكون وسيلة سحرية تمكنهم من جمع المال، وهل تعجبت يوماً من بساطة الأفكار التي استطاع هؤلاء تحويلها إلى مشروعات ناجحة تدر المزيد والمزيد من الثروة والترف والنجاح.
في المقابل هل سمعت من 95% من الناس عبارات مثل (لا نستطيع دفع ثمنه) أو (ما يأتي بدون تعب يذهب بدون تعب) أو (هؤلاء محظوظون) وغيرها الكثير من العبارات والأمثلة التي يقولها الفقراء والمعتقدات التي يؤمنون بها ويحرصون على أن يعلموها لأولادهم.
أفكار مثل هذه التي تم غرسها في العقل الباطن للإنسان كفيلة بأن تحول بينه وبين الثروة والنجاح طوال حياته، لأن القانون الكوني للجذب ينص على أن الإنسان يجذب إليه ما يعتقده.
طبعاً هو في الأساس كتاب يحمل عنوان (عقلية المليونير) ألفه (هارف ايكر) وكان من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، وتناول فيه طريقة تفكير المليونير، والتي تؤكد على محاربة الأفكار السيئة والأمثلة السائدة لدى الناس التي على رأسها:
(الثروات الكبيرة لا تأتي إلا بطرق غير مشروعة) أو (هؤلاء محظوظون أما نحن فلا يحدث لنا هذا) أو حتى الموروث الشعبي من الأمثلة والأقوال التي تحط دائماً من قدر المال وأصحاب الثروات مثل (الفلوس مع التيوس) أو (المال وسخ دنيا) أو (الفلوس تأخذ النفوس) أو (مال الكنزي للنزهي) أو (اللي معهوش ما يلزموش) أو (اللي ييجي بالسهل يروح بالسهل) وغيرها من العبارات التي نقشت في وجدان أكثر من 95% من الناس.
أعتبرها مؤلف الكتاب أنها أمثلة سخيفة وخاطئة، وأنها تؤثر بطريقة ما في العقل الباطن الذي يعتبر أشبه بالاسطوانة الذي يسجل عليها كل شيء منذ الطفولة المبكرة، وأن العقل الباطن في مثل هذه الأحوال هو الذي يمنع الإنسان من النجاح وتحقيق الثروة لأن العقل الباطن أقوى بكثير وأعظم تأثيراً من العقل الواعي.
وايكر هذا الذي انتقل من الصفر إلى قائمة المليونيرات خلال عامين ونصف يؤمن تماماً بهذه المبادئ، وأن الإنسان قادر على تحقيق المستحيل، خاصة وأن هذه النظرة المرتبطة بالعقل الباطن تؤمن بأن الكون يعطي للإنسان ما يطلبه بشرط أن يؤمن بما يريد إيماناً كاملاً.
وطبقاً لإيكر فإن على الإنسان أن يوقف ترمومتر اليأس والإحباط، وقلة الثقة بالنفس، وأن يكون لديه الطموح الدائم في أن يحقق المزيد من الثروة، وأن يبتعد عن الحسد للآخرين، لأن الحسد من العوامل السلبية التي تؤدي إلى فشل مشروعاتك الطموحة، عليك أن تفكر في مستقبلك، وأن تكون على يقين كامل بأن الأحلام ستتحقق، بالإيمان والصبر والثقة فيما تقدم، مشيراً إلى أن الأفكار السلبية عن الثروة وصعوبة الحصول عليها منذ الطفولة هي من أهم العوامل المؤثرة في كثير من الناس، الذين يحتاجون إلى غسل هذه الأفكار من العقل الباطن والتخلص منها ورميها خارج تفكيرهم.
هذه جميعاً أفكار إيجابية عالية، أنا شخصياً أؤمن بها، لكنني أحتاج - على المستوى الشخصي لسنوات طويلة - لننفض غبار السنين، وغسل ما في عقلي الباطن من أفكار سلبية، نسأل الله المعونة.
كاتب وإعلامي
Kald_2345@hotmail.com