إعداد - سامي اليوسف:
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «المعلق عبدالله مبارك الحربي» فماذا قال..
* في البداية نبارك لك انتقالك لقناة الدوري والكأس قبل انتهاء عقدك مع art.. حدثني عن سر الانتقال المفاجئ .. أسبابه وتوقيته؟
- الله يبارك فيك، جاءتني عدّة عروض منذ فترة طويلة من الدوري والكأس بواسطة الزميلين العزيزين خالد جاسم وعبد الله المري لكني رفضتها وآثرت البقاء في art بناءً على وعود بتحسين وضعي المالي.
لكن تنفيذ هذه الوعود تأخر كثيراً إضافة إلى أن رغبة كبيرة دفعتني للانتقال بعد أن شعرت بأنّ الأمور أخذت تتراجع وبنظرة تقييمة لوضعي وجدت أنني أضحي كثيراً دون أن أجد المردود المادي الموازي، والأمور مرتبطة أولاً وأخيراً بالعرض والطلب.
* دعني استوقفك عند عبارة (الأمور أخذت تتراجع) ما الذي تقصده بالضبط؟
- الشبكة بلا الدوري الإنجليزي وبلا دوري أبطال أوروبا وبدأت تفقد الكثير من حقوق الرعاية والنقل الحصري لعدد من البطولات مثل كأس أمم إفريقيا إلى جانب أنني حرمت من فرصة التعليق على نهائيات كأس العالم 2006، وكأس العالم مطمع لكل معلق ولن تحصل لي الفرصة مرة أخرى. كما أن مشروع الرعاية وحقوق النقل الحصري للدوري السعودي لا تعلم عن مصيرها مع art، فالأمور بصراحة غير واضحة لمستقبل الشبكة. لذلك قدمت استقالتي وانتقلت للأفضل.
* كم بقي من مدة عقدك مع art؟
- عقدي ينتهي في أغسطس - آب المقبل. وبصريح العبارة (الواحد مو عارف ايش قاعد يصير في art) مشاكل من جميع الجهات وأعني بالمقام الأول الأمور المادية قياساً بما يتقاضاه غيري. والإنسان يبحث عن تحسين وضعه المادي والإعلامي.
* وماذا عن عقدك الجديد مع الدوري والكأس؟
- كنت قد طلبت التوقيع لمدة سنة واحدة فقط لكن الإخوان أقنعوني بالتوقيع لثلاث سنوات وبضعف المرتب الذي كنت أتقاضاه والحمد لله.
* بصراحة أكبر .. من خسر الآخر عبد الله الحربي أم art؟
- (سكت قليلاً ثم قال) الاثنان .. وسأكتفي بهذه الكلمة ولن أزيد سوى أن art تخرج منها أسماء كبيرة وكثيرة ويظل عملها واضحاً وإن شاء الله أشوفها من حسن لأحسن بفضل جهود وثقة الشيخ محيى الدين كامل الذي سيجعلها مميزة. وبالنسبة لعبد الله الحربي فقد اتجه لمكان يجد فيه الراحة التامة والتقدير والاحترام بدءاً بسعادة الأستاذ عيسى بن هتمي.
* ألن تفتقد الدوري السعودي وإثارته؟
- البدايات حيث هاجس الانطلاقة هي أمر محوري وأساسي للمعلق، وأنا الحمد لله بدأت من الدوري السعودي وعرفني الجمهور في بلدي، والآن سأتجاوز الحدود بتجربة جديدة ونقلة مهمة في مشواري. أقول للجمهور والدوري السعودي (الوعد قدام) فالقادم أحلى في الدوريات الآسيوية والخليجية.
* من الذي ستفتقده في الدوري السعودي؟
- هو واحد ما في غيره .. سأفتقد طارق التايب، وعلاقتي مع طارق لا يحددها شعار أو قميص، علاقتي معه أشبه بقصة العشق، أنا متيّم بطارق التايب جاء للهلال أو رحل منه، فليست ميولي هلالية كي تنفك علاقتي معه، ترك الهلال وهو الفريق الكبير ورحل إلى الشباب وهو فريق كبير .. أحب وأعشق مهارات طارق سواء في الملعب أو في جلساته الخاصة التي أجتمع فيها معه، ويظهر فيها إبداعه بطرائفه، ولا أخجل أن أقول أنا متيّم بطارق، وهذا هو الوضع الصحيح والسليم لمن يعرف كرة القدم التلقائية الخالية من المنغصات وأقصد بها (التكتيك).
طارق بالنسبة لي مثل مارادونا الذي حوّل نابولي من فريق مغمور إلى بطل في أوروبا سوف أعشقه حتى لو لعب بقميص نادي التقدم من المذنب مسقط رأسي بالقصيم.
* كيف تلقى محبو المعلق عبد الله الحربي خبر انتقاله من art إلى الدوري والكأس؟
- لا تتصور سامي حجم الاتصالات والرسائل التي لم تتوقف وتصلني إلى لحظة إجراء الحوار معك وأنا في العاصمة الأردنية عمان، كم كبير من الأسئلة والحب الذي أشعر معه بالفخر والاعتزاز.
الشكر كل الشكر للجماهير السعودية بالحب الذي غمرتني، استمعت لأصوات أول مرة أسمعها بحياتي، ردود الفعل متفاوتة البعض يدعو لي بالتوفيق وفرح لانتقالي، والبعض الآخر يتمنى بقائي في الدوري السعودي، أبادلهم الحب وهذا مكسبي الأول.
* بانتقالك للدوري والكأس هل حققت طموحك أم الجزء الأكبر من هذا الطموح كمعلق؟
- الطموح لا يتوقف وأكون كذاباً لو قلت لك أني حققت طموحاتي، بالنسبة لي طالما الإنسان يعيش على وجه البسيطة فإن طموحه لا يقف. ما زلت أبحث عن تحقيق طموحي الإعلامي والمادي، الأول بالتعليق والمشاركة في عديد المناسبات الرياضية، وحينما يقال لي شكراً على إبداعك وشكراً على تميزك فأنا سأكون سعيداً لسماع هذا لكن أين أصرف مثل هذا الكلام إذا كان الوضع المادي لا يرضي الطموح، المادة هي الأساس الذي تقوم به الحياة.
وفي قناة الدوري والكأس واثق أنني سوف أضيف لرصيدي الشيء الكثير، فهناك العديد من المناسبات الخليجية والعربية والقارية والدولية، كما أن هناك برامج مميزة كالمجلس مثلاً ومعي زميلي أحمد الطيب سنحلق في فضاء الإبداع مع هذه القناة.
* إلى من يستمع الحربي من المعلقين؟
- بلا شك للعملاقين يوسف سيف وعلي سعيد الكعبي، وهما مع عصام الشوالي أفضل المعلقين العرب.
* من كان ينافس الحربي في art؟
- بالطبع الثنائي عصام الشوالي وعيسى الحربين، والأول دائماً ترجح كفته لخبرته فهو أستاذ بالنسبة لي.
* كم عدد سنينك كمعلق؟ وهل تذكر موقفاً ما زال عالقاً في ذهنك خلال السنوات التي مضت؟
- بدأت في عام 1423ه، علقت في القناة الرياضية السعودية لمدة 3 سنوات ثم انتقلت ل art لمدة 4 سنوات وها أنذا اتجه للدوري والكأس. بالنسبة للموقف الذي لن أنساه، عندما كنت أعلق على ملخصات للدوري السعودي في بداياتي الدراسية والتعليقية معاً، كنت أحضر بعض المعلومات عن المباريات واللاعبين، وصادفت في تعليقي على إحدى مباريات الدوري الأرجنتيني وطرفها ريفر بليت كانت في تمام الساعة الثانية والنصف فجراً ولأني مرتبط بمحاضرات في الصباح، فقد غفوت أثناء المباراة قليلاً وصحيت فجأة لأذكر اسم لاعب الهلال عمر الغامدي، ولتدارك الموقف قلت بأنّ عمر من المعجبين بالدوري الأرجنتيني وأشاد به كثيراً.
* من يعجبك من المعلقين الجدد؟
- هناك أربعة وهم: جعفر الصليح، ومحمد غازي صدقة، ومحمد المسرحي وشوقي الزهراني مع التفاوت لدرجاتهم. وإن كنت أرى بأن الصليح أكثرهم نضجاً، ومحمد غازي بدأ يأخذ فرصته تدريجياً، وشوقي خامة جيدة، والمسرحي له نكهة استثنائية من بين كل المعلقين.
* ماذا تقول لهؤلاء:
- محيى الدين كامل:
.. لن أنسى مواقفك الداعمة لي سواء المادية أو المعنوية فهو صاحب الفضل الكبير، قدم لي وللشباب في القناة الكثير طوال الفترة الماضية له الشكر الجزيل.
- عيسى بن هتمي:
.. أشكرك على ثقتك بالمعلق عبد الله الحربي وأتمنى أن أكون في قناة الدوري والكأس في مستوى الثقة إن شاء الله.
- وليد الفراج:
.. الله يوفقه.. !
- غانم القحطاني:
.. بارك الله في جهودك التي تبذلها في art والتي لم يتعرف عليها أحد، ومتأكد أنه سيأتي اليوم الذي تنال فيه الإنصاف لهذه الجهود.
- عيسى الحربين:
.. متأكد بأنك نجم رائع، وطالما ان عيسى موجود فإن art لن تتأثر بخروج عبد الله الحربي.
- كلمة أخيرة؟
- إن شاء الله لن يطول غيابي عن دوري زين بل سيكون غياباً جزئياً، وأقول لمنسوبي الأندية سامحوني إن كنت قد قصرت في يوم من الأيام أو صدر مني خلال تعليقي أمر غير مقبول لكم أو أخطأت بحق أحد فإني أطلب السماح وإن شاء الله قلوبنا تبقى صافية.
والشكر موصول لـ(الجزيرة) الصحيفة الكبيرة ولك سامي فأنا متابع لك وأقول لك: سامي أنت لا تخربش في كتاباتك بل تقدم الجديد والمفيد.