ظلت المملكة - وستظل بإذن الله تعالى - خادمة للحرمين الشريفين بكل ما أوتيت من إمكانيات وهبها الله تعالى. وضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج يؤكدون عظم ما توفره المملكة من خدمات كبيرة لكي يؤدوا مناسك الحج والعمرة في طمأنينة وسكينة وراحة.
والحج مناسبة دينية عظيمة، وركن من أركان الإسلام، ولا يمكن استغلاله لأغراض سياسية أو رفع شعارات ضد أحد، لأنه لا الزمان ولا المكان يسمحان بذلك، بغض النظر عن جدوى رفع مثل هذه الشعارات أصلاً.
وما نسمعه من الإخوة في إيران حول مثل هذه الأمور يثير الأسف حقيقة؛ لأن العالم الإسلامي بغنى عن الفتن، وبحاجة إلى أن يكونوا صفا واحدا. واستغلال الحج لرفع الشعارات إنما هو إثارة للفتن التي حرَّمها الله تعالى، فضلاً عن أنها ستعطي صورة مشوهة للآخرين عن هذه الشعيرة السامية التي تتم تغطيتها إعلامياً من قِبل مئات القنوات العالمية.
ولعل من أهم ما يمكن أن توفره المملكة للحجاج والمعتمرين هو الأمن؛ ولذلك فإن المملكة لن تتساهل مع أية محاولة للعبث بأمن الحجاج والمعتمرين. بل إن من واجب المملكة أن تمنع مثل هذه السلوكيات المخلة بالأمن؛ لأنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن أمن وراحة الحجيج، ومن حقها أن تتخذ كافة الإجراءات المناسبة للحفاظ على روحانية المناسك.
وجميع المسلمين يقدرون للمملكة خدماتها الجليلة في الحرمين الشريفين، والتسهيلات التي تقدمها للحجاج والمعتمرين منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة، حتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين بإذن الله تعالى، وهو ما نرجوه جميعاً.
***