أتصفح ما يكتب الجميع..

وأعود لما بين يدي..

فراغ، الكل يكتب عن المعاش والصراع والخوف والأماني المتناثرة والأحلام العريضة، وشيء عبر وآخر يقوم، وثالث يُتوقع، ووحدي أبحث عن طيف كلمة تملأ الحس، وروح قلم يحلق بالروح, وعالم فضيلة ينقى بطهر, وحياة هادئة لا قلق، لا خوف، لا توجس, ولا ضحكات بلهاء والصدور تغص بآهاتها..

وأعود لصحف الجوار، والأخرى الأبعد، ورموز اللغة تتقافز بين عينيَّ..

الإنسان في كل مكان مرهق لا كاهل يسترخي ولا قلب يخلو ولا عين لا تفض عن نهرها ولا لسان يصمت عن رضا..

الناس في كبد وأقسى ما يقهرها هذه الكذبة الكبرى التي يعيشها الإنسان..

الحياة ليست سعيدة، والناس ليسوا غير تعساء يجترون الوحشة، ويرحلون مع الأماني، وآهاتهم نغماتهم، وتنهداتهم أصواتهم، والكلام في صدورهم كما الماء في المرجل يصطلي..

الناس تعودت أن تستيقظ فتقول، وتمشي فتقول، وتنام فتقول، لكنها لا تفصح عن أساها إلا حين تطلق بُسُط سندباد، وهي ترحل مع مرايا كل الذي تفعله بها, أن تعكس لها غربتها..ووحشتها، وتعيد إليها وجه ضحكاتها البلهاء..

وأنا أطوي الصحف.. أقرأ المرآة وأصغي لصدى ما يقولون..