Al Jazirah NewsPaper Friday  30/10/2009 G Issue 13546
الجمعة 11 ذو القعدة 1430   العدد  13546
خلال حفل تدشين جامعة الملك سعود لكرسي بحث أمراض الصوت والبلع.. د. المالكي لـ(الجزيرة):
35% من معلمي الرياض لديهم مشكلات في الصوت

 

الجزيرة - عبدالله الباتلي

لم يكن حفل تدشين كرسي بحث (الصوت والبلع) - الذي اتخذ كلية الطب بجامعة الملك سعود مقراً لانطلاقته الرسمية - لم يكن تقليدياً في خطابه الرسمي وخطوات إطلاقه نحو أهدافه الاجتماعية؛ ففي حفل مبسط كان راعيه سعادة مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وأقيم يوم السبت الماضي تم إطلاق الكرسي الفريد من نوعه وفكرته، وبحضور كل من الأستاذين الأمريكيين د.توماس موري (صاحب العديد من الأبحاث في مجال أمراض الصوت والبلع) ود. مايكل فايزي (خبير أمراض الارتجاع الحنجري) إلى جانب الأستاذ الألماني د.تاديوس ناوكا (وهو جراح معروف لأمراض الصوت والبلع).

وكانت بداية الحفل بتقديم تعريفي عن الكرسي ومهامه وطموحات القائمين عليه ألقاه د. خالد بن حسان المالكي (رئيس وحدة أمراض التخاطب والبلع بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي والمشرف على كرسي بحث أمراض الصوت والبلع)، وكانت النقطة الأكثر إثارة لإعجاب الحاضرين هي تخطيط القائمين عليه ليكون الكرسي خلال فترة وجيزة قادراً على تمويل نفسه بنفسه دون الحاجة لزيادة الأعباء على الجامعة التي تقوم بتمويل الكرسي حالياً.

بعد ذلك تم الانتقال من الجزء النظري المعتاد إلى الجزء العملي عندما قام الدكتور المالكي بتقديم تنظير حنجري أمام الحضور لأحد المتطوعين أثناء إلقاء كلمته وأوضح خلالها د. المالكي للحضور أهمية موضوعات الصوت والبلع وتأثيرها على حياة الإنسان، وأردف قائلاً: (الصوت هو الموجة الحاملة للاتصال اللفظي، وينتج عن اهتزاز الثنيتين الصوتيتين (الحبلين) الموجودين في الحنجرة أثناء خروج هواء الزفير بينهما، وبناءً على معدل تكرار هذه الاهتزازات بالثانية، يتحدد تردد الصوت، وتعتمد سلامة الصوت على التركيب السليم للحنجرة عموماً وللثنيتين الصوتيتين خصوصاً، وعلى التحكم الدماغي بعضلات الحنجرة وبالجهاز التنفسي. ومما يجهله الكثير من الناس أن الحنجرة ليست مسؤولة فقط عن إصدار الصوت، فللحنجرة وظائف أخرى أكثر أهمية، فهي جزء من الجهاز التنفسي العلوي الذي يمر من خلاله الهواء الذي نستنشقه إلى الرئتين، وهي التي تحمي الإنسان من دخول الأجسام الغريبة إلى مجراه التنفسي السفلي، وما يمكن أن يؤدي إليه هذا من حدوث اختناق أو وفاة لا سمح الله، وأثناء البلع تغلق الحنجرة تماما عند التصاق الثنيتين الصوتيتين، فتمنع دخول الطعام أو الشراب إلى الجهاز التنفسي).

وأعرب الدكتور المالكي عن شكره العميق لصحيفة (الجزيرة) -خلال تصريحه لها- على تواصلها المستمر ودعمها لمشروعات جامعة الملك سعود بشكل عام وللكرسي بشكل خاص. وحول أهداف الكرسي ذكر د.المالكي أن الكرسي يهدف إلى تحقيق التعاون بين الجامعة والمراكز العلمية والبحثية المحلية والعالمية في مجال أمراض الصوت والبلع، كما يهدف إلى الوصول بكلية الطب إلى مستوى المرجعية المحلية والعربية والعالمية في مجال أمراض الصوت والبلع، وخدمة المجتمع السعودي بتشخيص وعلاج أمراض الصوت والبلع فيه والبحث عن أفضل الطرق للوقاية من هذه الأمراض، ويهدف كذلك إلى نقل تقنية التنظير الحنجري والبلعومي إلى المملكة، كما سيقدم الكرسي خدماته البحثية لقطاع كبير من مرضى الصوت في المملكة كالمدرسين والخطباء والمؤذنين ومحترفي استخدام الصوت كافة.

وحول حاجة المجتمع لهذا الكرسي بالذات ذكر د. المالكي: (لاحظنا كثافة الحالات التي تعاني بشكل واضح من مشكلات في الصوت والبلع وبنسبة بلغت 15% من عدد المراجعين، كما تواجهنا في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي حالات يقدر عددها بخمسة آلاف إلى ستة آلاف حالة سنوياً، كما أننا حالياً نجري دراسة عن مشكلات الصوت لدى المعلمين والمعلمات بمدينة الرياض؛ حيث قمنا باختيار عينة عشوائية من مراكز الرياض المتعددة وكانت المفاجأة بلوغ نسبة المعانين من مشكلات في الصوت أو البلع 35% من معلمي ومعلمات مدينة الرياض، فلك أن تتخيل مدى تأثير هذه المشكلات على العملية التعليمية، فمثل هؤلاء يحتاجون إلى إيجاد حلول عاجلة، ناهيك عن إثبات الإحصائيات أن حوالي 90% من حالات المصابين بجلطات الدماغ يعانون من مشكلات في البلع، وحوالي 60% من الخارجين من عمليات جراحات الرأس والرقبة يعانون كذلك من نفس المشكلات، وغيرها الكثير من المشكلات التي تتطلب المزيد من البحث في هذا المجال بالذات وهو ما نرجوه بإذن الله من خلال العمل من خلال مشروع كرسي البحث هذا، وأنا هنا أتوجه بالشكر العميق لإدارة الجامعة على دعمها غير المحدود لنا كما أوجه رسالة مهمة للقادرين على دعم هذا الكرسي من رجال الأعمال المهتمين بمنفعة المجتمع الذين ينتمون إليه، فهذا باب مشرع أمامكم لإحداث تغيير ينتج عنه نفع عام لأعداد كبيرة من المرضى بحول الله).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد