المدينة المنورة - (الجزيرة)
حقق مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ممثلاً في مركز الدراسات القرآنية بالمجمع أكبر موسوعة في علوم القراءات القرآنية وهي كتاب (لطائف الإشارات لفنون القراءات) للإمام أحمد بن محمد القسطلاني المتوفى سنة (923هـ) وقد جمع فيه القراءات العشر المتواترة وزاد عليها القراءات الأربع غير المتواترة، وبيَّن فيها وجوه الروايات المتعددة لكل قراءة، وقسم كتابه إلى وسائل ومقاصد، وقسم المقاصد إلى أصول وفرش، وجعل الوسائل مقدمات للكتاب، وتكلَّم عليها بإجمال، وهي الأسانيد وعلم العربية والوقف والابتداء وعلم الفواصل، وتحدث عن عَدِّ الآي ومرسوم الخط، وحَصَر الكلام في الأصول في عشرة أبواب منها: الإدغام وهاء الكناية، وأحكام الهمز، والوقف، وياءات الإضافة، وإذا أتى إلى فرش السور بدأ بما يتعلق بالمكي والمدني وعدد الآيات، ثم يُثَنِّي بالقراءات وتوجيهها، ويُثَلِّث بمرسوم الخط العثماني والموصول والمقطوع، ثم يختم بالوقف والابتداء.
وقد جمع القسطلاني ما تفرَّق في بطون الكتب التي تَقَدَّمَتْه، وحرر مسائلها المختلفة ورجَّح فيما بينها، وعرَّف بأئمة القراءات الأربع عشرة ورواتهم وطرقهم وطبقاتهم. ويُعَدُّ كتابه موسوعةً فريدةً، جيدة في ترتيبها وتبويبها، وتغني الدارس عن جملة من الكتب المتفرّقة؛ إذ جمعها في إسهاب واحد.
وأفاد الأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي - في تصريح له - أن المجمع قام بحصر مخطوطات الكتاب في مكتبات العالم واستحضر منها المخطوطات النفيسة، وكان منها ما قُرِئ على المؤلف وعليها خَطُّه، ونهض مركز الدراسات القرآنية بتحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً وفق أصول الفن، وفرغ من هذا التحقيق، مشيراً إلى أنه يقوم الباحثون بمراجعته وضبطه، والتأكد من سلامة نصه وحواشيه وفهرسته، ومن المتوقع أن يدفع إلى الطباعة في العام القادم إن شاء الله في عشرة مجلدات.