هذا وبكل أسف ما تفوه به أحد مديري المدارس، في جلسة ما في سياق حديث عما يحدث لبعض المدارس من السرقات والتخريب والكتابة على جدرانها وغير ذلك مما لا يصلح وهو مشاهد ومعروف، في الوقت الذي يرتجى من مديري المدارس النهوض بشباب الأمة إلى معالي الأمور ومصاف الدول النامية، ومواكبة تطورات العصر وأن يكونوا قدوة على طريق الإصلاح، يقول: ما دام أني في المدرسة وقت الدوام فسأتقيد بما يملى علي ولا أزيد ولا يهمني بعد ذلك إذا خرجت من المدرسة ما يحدث لها فهي ليست مسؤوليتي.
اعتصر قلبي لهذا الكلام، وقد سمعت نحوا منه في غير ما مرة، وعلمت أن في المجتمع عددا ليس بالقليل من هم على هذا المبدأ السيئ، فأدركت جيدا المكمن الخفي من وراء تدني مخرجات التعليم في بلادنا وأنه فقدان الهم والهدف الإسلامي الأسمى والنبيل من رسالة التعليم لدى بعض من يمسكون بأزمة إدارات المدارس، يضاف إلى ذلك أن بعض من انتحل هذا المبدأ يتخذ الإدارة غرضا وعلى أنها مهنة يحقق من ورائها كل مطمع دنيوي من مال أو جاه أو استعداء أو تسلط أو إضرار بأحد على حساب آخر... الخ.
الإدارة المدرسية كغيرها من الإدارات لها أحكام الولاية، ومن لم يكن فيها متمشياً مع تعاليم الإسلام، متحريا النفع لعباد الله، فإنه ينطبق عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنها حسرة وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من مات حين يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة).
الطرق التي يختار بها المديرين في الحقيقة تحتاج إلى إعادة نظر، الذي أتمناه في هذا الجانب ما يلي:
أولاً : يُغض الطرف في بداية الأمر حين اختيار المدير عن كل مؤهل يحمله الفرد، فإن من الناس من يحمل الشهادات العالية، والدورات الكثيرة، ولكنه في الإدارة من أفشل الناس، فالمطلوب النظر إلى الشخص نفسه من خلال سيرته ما مدى صلاحيته للإدارة من عدمها، فإن الإدارة موهبة بالدرجة الأولى، فالتماس هذه الشريحة من الناس ليس بالأمر العسير إن كنا نريد إبراء الذمة بالاختيار.
ثانياً: يُبعد عنها كل من طلبها، عملا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنا لا نولي هذا الأمر من سأله، ويحرص على تولية من لم يسألها فإنه يعان عليها - بإذن الله -، كما في الحديث الشريف.
ثالثاً : بعد اختيار الشخص يطلب منه الترقي في الدرسات والحصول على الدورات في هذا الشأن ويمكن من ذلك، لأن هذه عوامل مساعدة الجهل بها لا يضر كما أن العلم بها ينفع.
hailQQ@gmil.com