متابعة - محمد المنيف
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السبت الماضي في متحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز. معرض التصوير فوتوغرافي (بيت أبي) 2009م، الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع المتحف، حضر الافتتاح الدكتور علي الغبان نائب الرئيس الآثار والمتاحف والسيد أدريان شادويك رئيس المجلس الثقافي في المملكة وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي ومنسوبو الهيئة العامة للسياحة ومنسوبو المركز الثقافي البريطاني وجمع من المثقفين، قام سموه يرافقه الحضور بجولة شاملة على المعرض الذي اشتمل على صور فوتوغرافية ووسائط بصرية سمعية وأفلام الهدف منها كما اشار السيد أدريان شادويك المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني في السعودية في كلمته خلال حفل الافتتاح هو إبراز مدى تأثير بيئة الإنشاءات في الأشخاص والمجتمع وشعوب منطقة الخليج وتحفيز الحوار حول الدور الذي تلعبه المباني في ثقافة الأمم.
وفي ختام الجولة أشاد سموه بالمعرض قائلا إن معرض (بيت أبي) مهم بالنسبة لحركة الثقافة في المملكة، وفي منظومة المعارض المستمرة التي يحتضنها المتحف الوطني، مشيراً إلى أهمية تطوير المتحف في هذا السياق المتعلق بالمعارض والفعاليات ليكون متحفا حيا يجمع بين مختلف الفترات الزمنية لا أن يكون متحفاً يعيش فقط في الماضي، ومثل هذا المعرض يعتبر مساهمة ممتازة من المجلس الثقافي البريطاني، مشيراً إلى انه سيقام بالمتحف عدد من المعارض من أهمها معرض الآثار المستعادة من خارج المملكة، إلى جانب المعرض العمراني الوطني خلال المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في العالم الإسلامي.
دور الفنون في دعم السياحة
وفي إجابة من سموه للجزيرة عن دور الفنون في السياحة قال: كل ما يجذب الناس له دور في الجذب السياحي خصوصا الفن الراقي الذي يعكس إحدى الجماليات، فالإنسان اليوم ومع انشغال الدنيا وتكاثر المسؤوليات يحتاج كثيراً إلى أن يرى الجمال في هذه الفنون الراقية، ونحن بالمملكة نسعد بما حققه عدد كبير من الفنانين السعوديين بالوصول إلى العالمية ونحن نؤمل أكثر من ذلك.
الجدير بالذكر أن سمو الأمير سلطان بن سلمان من المتابعين والداعمين للفنون وفي مقدمتها الفنون الاسلامية التي اقامت لها هيئة السياحة معرضا في المتحف الوطني بالتعاون مع متحف اللوفر وافتتح على شرف خادم الحرمين الملك عبد الله والرئيس الفرنسي اضافة الى تشريفه افتتاح عدد من المعارض التشكيلية التي تشكل رافدا مهما في عطاء وبناء الإنسان كما جاء في تصريح سابق لسموه بعد افتتاحه مسابقة السفير الثالثة التي أقامتها وزارة الخارجية قائلا إن العالم أجمع لا يقاس باقتصاده فحسب وإنما بحضوره الإنساني وثقافته وحضارته، وإن السعودية تعتبر بلد حضارات متعاقبة وثقافات متراكمة، مؤكدا أن المحكمين الدوليين في المسابقة أثنوا على الإنتاج الفني السعودي، مما حدا بهم إلى إثبات التميز بهذا المجال.
من جانب آخر للهيئة العامة للسياحة تجربة في الدعم الفني والتسويق الإعلامي لتنظيم ملتقى الغاط السياحي حيث كان للفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي حضور متميز شارك به نخبة من التشكيليين يتوقع الكثير تكرارها في مناطق أخرى من المملكة وينتظر الدعوة لها كل التشكيليين للاسهام في التعريف بجمال الوطن ارضه واهله.
جمال العمارة في معرض بيت أبي
شارك في معرض (بيت ابي) خمسة فنانين من منطقة الشرق الأوسط وثلاثة من المملكة المتحدة، بينهم تيم هيثرينجتون الفائز بجائزة التصوير الصحافي العالمي لعام 2007، إضافة الى الفنان ود عبد الجواد من السعودية، حافظ علي من قطر، بشرى المتوكل من اليمن، لمياء قرقاش من الإمارات، كاميل زكريا من البحرين وعُمان، تيم هيثرينجتون من الإمارات واليمن، تيم لوفليس من عُمان والإمارات، وهازل تومبسون من البحرين وقطر.
وقد جاءت الأعمال تحمل فلسفة مبدعيها ورؤيتهم الثقافية ممزوجة بتقنياته في مجال التصوير حيث نرى في أعمال الفنان - ود عبدالجواد - المملكة العربية السعودية - أنها تنطلق من أسلوب سرد الحكايات التراثية، ابتكر ود مشروعا صوتيا وبصريا يستكشف المنطقة التاريخية والهندسة المعمارية العريقة لمدينة جدة من خلال الصور الملتقطة بواسطة آلة التصوير الدبوس والتسجيلات الصوتية الشخصية مع السكان المحليين. أما الفنان حافظ علي من قطر فهو يروي في فلمه القصير الذي أنتجه قصة السينما في قطر باستخدام الهندسة المعمارية لدور السينما كآلية لاستكشاف الاتجاهات الاجتماعية ضمن المجتمع القطري.
وتبرز الفنانة بشرى المتوكل من اليمن من خلال الصور الفوتوغرافية المنازل في صنعاء بما في ذلك منازل الفقراء، العائلات العريقة في المدينة القديمة لصنعاء والمجتمع الصغير للفلل الفخمة في الضاحية المعاصرة من المدينة والإسهامات التي قدمها الأفراد في تشكيل المجتمع المعاصر.
وتوثق لمياء قرقاش - الإمارات العربية المتحدة في مشروعها التاريخ الحديث الذي قد لا يلاقي الاهتمام الكافي. وتوظف الصور الملونة كبيرة الحجم لعرض التصاميم الداخلية للمباني المشيدة في فترة طفرة النفط الأولى والتي تركت مهجورة الآن عارضة للآثار المتبقية للحياة.
أما الفنان كاميل زكريا - البحرين وسلطنة عُمان فقدم في عمله حول البحرين مونتاجاً للمجموعات الشخصية للمجتمع المتغير ومساحات المباني في الجزيرة.
وأما بالنسبة لسلطنة عُمان قدم كاميل لوحة فسيفسائية من الصور باللون الأسود والأبيض توضح مساهمة الماء في تشكيل الحضارات والمجتمعات والبيئة التي تحيط بها - الريفية، الحضرية، الصحراوية والساحلية التي تناقش كيف تؤثر الأنماط الاجتماعية المتغيرة بالضغط على الموارد الهشة، ويقدم تيم هيثرينجتون - الإمارات العربية المتحدة واليمن دراسة للإنجازات الهندسية المعمارية في اليمن والإمارات العربية المتحدة ورؤية شخصية حول الجمال الرائع المتمثل في الهياكل والتي يمكن مشاهدتها بشكل اعتيادي في الحياة اليومية. كما يستشعر تيم الماضي والتاريخ الحديث للدول كمركز تجاري رئيسي وكيف أثرت الأنماط التجارية في تشكيل هندستها المعمارية.
ويستقصي تيم لوفليس - سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة المناهج المختلفة للمشاريع الأثرية والصيانة في كل من سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة والتي توضح النقاط المهمة المختلفة ومهام المعالم التذكارية.
ويشير إلى اختيارات المجتمع للمحافظة على تاريخها. كما يجد الفنان هازل تومبسون من البحرين وقطر ضالته في صور فوتوغرافية للنساء من شتى الأجيال ويوثق دور الفرد ومساهمته في تشكيل المجتمع المعاصر والبنى الاجتماعية في قطر والبحرين.