مر قسم الإعلام بفترة من الزمن في بواكير إنشائه أسميها بحقبة المتطفلين على رئاسته من غير ذوي الاختصاص، فتعاقب على رئاسته من قسم اللغة العربية أحمد البدلي ومن قسم التاريخ محمد الشعفي ومن قسم الجغرافيا أسعد عبده ومن قسم التاريخ عبد العزيز الهلابي..
..ومن قسم الجغرافيا كاتب هذه السطور. والشيء بالشيء يُذكر فلقد صدرت صحيفة رسالة الجامعة بعد أول مؤتمر علمي تعقده الجامعة تحت عنوان: (رسالة الجامعة)، وقرر أنّ تكون الصحيفة بهذا الاسم، وكان ذلك المؤتمر في عام 1394هـ. أنشئت الصحيفة كمجال لتدريب طلاب قسم الإعلام فيها من خلال بعض المقررات الدراسية في خطة القسم لها علاقة بموضوعات التحرير والخبر والإخراج الصحفي، وكذلك ما يتعلق بمقررات في مجالات الصحافة المحلية والدولية والعلاقات العامة.
والحديث عن الأوليات في الجامعة شيء يستحق الإشارة إليه في هذه السوانح، فلقد تتبعت ما ورد في كتاب أصدرته الجامعة بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً على إنشائها، ومن ذلك المرسوم الملكي الأول رقم 17 بتاريخ 21 ربيع الآخر عام 1377هـ لإنشاء جامعة الملك سعود والمرسومان الثاني والثالث رقما 18 و19 المتضمنان إنشاء كليتي الآداب والعلوم على التوالي في الشهر والعام نفسيهما بتوقيع الملك سعود - رحمه الله -. ولعل النواة الأولى لجامعة الملك سعود هاتين الكليتين، ولقد اقترح في زمن لاحق دمجهما في كلية واحدة تسمى كلية الآداب والعلوم، ولعل ذلك يؤخذ به قريباً.
أما أول من أشرف على عمادة القبول والتسجيل فكان الدكتور حمود البدر في عام 1394هـ. وأول صحيفة في الجامعة، ولربما أول صحيفة جامعية في المملكة، فهي رسالة الجامعة التي تأسست بموجب الأمر السامي الصادر في الرابع من محرم لعام 1395هـ، وفي عام 1425هـ احتفلت الصحيفة بمرور خمسة وثلاثين عاماً على صدور العدد الأول منها. أما أول جمعية علمية في الجامعة، ولربما في المملكة، فهي الجمعية الجغرافية السعودية، التي أنشئت في عام 1391هـ. وباختصار فلقد شهد عام 1377هـ صدور مرسوم ملكي بتأسيس الجامعة وتعيين الدكتور عبد الوهاب عزام مديراً لها وافتتاح أول كلية بالجامعة، كلية الآداب، وإنشاء أول مكتبة في الجامعة، مكتبة كلية الآداب، وصدور العدد الأول من مجلة الجامعة، أما مجلة كلية الآداب فقد صدر العدد الأول منها في عام 1390هـ (وليس عام 1370هـ كما ذكر في مقالتي الثانية من السوانح، ولربما كان ذلك خطأ مطبعياً، وكان المقصود 1390هـ، 1970م). أما أول وكيل للجامعة فكان الدكتور عبد العزيز الخويطر الذي عيِّن في عام 1381هـ، ووافق ذلك العام فتح المجال للفتاة للالتحاق بالجامعة للمرة الأولى.
ويرصد كتاب الجامعة بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها، الذي نوهت عنه أعلاه، أنّ أول المبتعثين من كلية الآداب عزت خطاب في عام 1379هـ إلى جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، ومن كلية العلوم رضا عبيد إلى جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة. أما أول العائدين بالدكتوراه من خريجي الجامعة فكان عبد الغني سليمان من العلوم وعبد الله عنقاوي، من الآداب، عامي 1386هـ و 1388هـ على التوالي، أما أول درجة ماجستير تمنحها الجامعة فكانت لأحمد الزيلعي عام 1398هـ من قسم التاريخ، وأول درجة دكتوراه تمنح في الجامعة فكانت لمحمد باتل الحربي عام 1407هـ من قسم اللغة العربية.
وأعود لقسم الإعلام بالجامعة ولصحيفة رسالة الجامعة على وجه الخصوص، فكانت توزع من قِبل سائق تابع للقسم ندب لهذا العمل من إدارة الحركة، إحدى إدارات الجامعة، ولم يكن هناك إعلانات في الصحيفة ثم بدأ بها في الملز. وكانت إدارة التحرير والعاملين بها في مبنى مستقل غير بعيد عن المبنى الرئيسي لكلية الآداب، تحديداً كان يقع في الجهة الشمالية الغربية منه. وبعد إدخال الإعلانات في الصحيفة نتج عن ذلك أمور عدة: تدريب الطلاب على فن تصميم الإعلان الصحفي وتحريره وتكليفهم بمهمة تحصيل الأجور الإعلانية، مع منحهم نسبة منها مقابل ذلك. كما أنّ الريع كان يورد إلى صندوق الخدمات العامة في كلية الآداب ويأخذ قسم الإعلام النسبة الكبرى من ذلكم الريع ويصرف منه للعالمين في مطابع الجامعة أجور خارج دوام مقابل عملهم في طباعة الصحيفة كل نهاية أسبوع لتصدر صباح كل سبت. ومن ثم توزع داخل الجامعة وداخل الرياض وخارجها، بل خارج المملكة للملحقيات الثقافية وسفارات المملكة في أنحاء العالم، وفي فترة لاحقة أوكل توزيع الصحيفة إلى مؤسسة متخصصة.
أما الأساتذة في القسم في فترة الملز، فكان معظمهم من غير السعوديين، ولم يكن من السعوديين إلا عبد الله الشبيلي وأسامة السباعي، كانا محاضرين في القسم. وكان كلٌ من عبد الرحمن الشبيلي وحمود البدر يلقيان محاضرات في القسم، إضافة إلى عمليهما الأساسيين في وزارة التعليم العالي وفي إدارة الجامعة على التوالي. وكان من أعضاء هيئة التدريس في القسم، من غير السعوديين، عمر الخطيب، صاحب برنامج فكِّر واربح الإذاعي وبرنامج بنك المعلومات التلفزيوني، وحسن رجب ومحمود أدهم وعادل الصيرفي وحسين باشا. ودرس بقسم الإعلام مجموعة من الأساتذة، برتبة محاضر، ومنهم: فائق فيهم وعبد البديع رحمان ومحمود موسى وأنور خورشيد. كما درس في القسم من خارج التخصص عدد من أعضاء هيئة التدريس: محمد عبد المنعم نور وعبد الله العبادي وعبد الله المبارك.
أما الكوكبة الأولى من المبتعثين فشملت كلاً من طلال عشقي وبكر إبراهيم ومحمد الأحمد وحمزة بيت المال وساعد الحارثي وفهد الطياش وفواز الدخيل وفهد الخريجي وعبد الرحمن العناد وعبد العزيز بن سلمة وتركي باحشوان. أما سكرتارية القسم فكانت مناطة بكمال الأبنودي لعدد من سنوات، وهو أخ للشاعر عبد الرحمن الأبنودي المعروف، وللحديث بقية إن شاء الله.