في هذا التعليق المقتضب سألقي نظرة مبدئية حول عمل المدرب جيريتس.. وما الذي تغير في (فريق القرن) وما الجديد الذي أتى به المدرب.. بالطبع من المبكر الآن تقييم عمل المدرب سلبا أو إيجابا.. والذي يبدو أن لديه الكثير ويقدم نفسه بشكل جيد من خلال الأساليب التدريبية التي ينتهجها..
ولكن بشكل مبدئي فبصماته بدأت تظهر على أداء الفريق والكرة التي يقدمها.. تحدثت سابقا عن الطريقة الباكيتية تلك الحقبة المظلمة في تاريخ الهلال.. التي أثرت خزانة الهلال بالبطولات.. لكنها دمرت كرة الهلال الممتعة والمثيرة التي أكسبته هذه الشعبية الخيالية.. وقد تكون الأدوات الفنية في عهد باكيتا دفعته لهذا.. ويبدو أن جيريتس قادم لتخليص كرة الهلال من آثار هذا العهد البائد..
الرجل عملي ويريد أن يقدم مقابل ما يأخذ.. وكونه يجعل من التمرينات الصباحية ركنا أساسيا في حصصه التدريبية وليست شيئا عابرا أو طارئا.. هي نقلة كبيرة في منهجية التدريب في الدوري السعودي سيجبر المدربين الآخرين على الاقتداء به.. بعد أن وضعهم جيريتس في موقف محرج مع أنديتهم..
جيريتس عندما أجرى تدريباته الصباحية في (عز القيظ) فور قدومه من المعسكر الخارجي.. كانت رسالة واضحة للاعبين أنهم دخلوا عصر التدريب الصباحي فعليا.. ومن أيقظهم صيفا حتما سيوقظهم في الفصول الأخرى..
حاليا جيريتس يكتفي مؤقتا بجرعات تدريبية (صباحية).. ما يعني أن التدريب الصباحي هو الأساس والثابت وليست الفترة المسائية.. فالمدرب عازم على القضاء على السهر وتنظيم نوم اللاعبين..
مشاركة مدرب اللياقة والمدرب في الجري مع اللاعبين فيه تشجيع وتحفيز وتحبب للاعبين.. ويقدم نفسه على أنه زميل لهم ويتحمل معهم مشاق وملل التدريبات اللياقية.. صرامة وانضباطية المدرب ظاهرة.. يكفي منه التضحية بلاعب مهم مثل عزيز من بداية الموسم لدفعه للانضباط.. وجعله عبرة لبقية زملائه..
لاعبون ارتفع مستواهم أو تطور وعادوا لمستوياتهم.. على سبيل المثال الشلهوب لم يعد فقط لسابق عهده.. بل فجّر المدرب كافة إمكاناته ومواهبه بجعله لاعبا حرا ومحركا للفريق وصانع ألعابه الأول وقدّمه بديلا للتايب.. بعد أن كان الشلهوب مقيدا بالجهة اليسرى.. الغنام صار لاعبا آخر لم يعد ذلك اللاعب المرتبك.. بل يلعب بثقة كبيرة..
من ناحية أخرى فالفريق تخلص من أخطاء كثيرة مثل اللعب السلبي وتناقل الكرة في الدفاع وكثرة إعادة الكرة للخلف أو للحارس مما يعطل هجمات الفريق.. الفريق أصبح يلعب بجماعية أكبر وتتنوع فيه مراكز الخطورة.. المهاجم يشغل المدافعين ليأتي لاعبو الوسط من الخلف للتهديف.. أصبح الفريق ينفذ جملة تكتيكه متفق عليها.. ويجيد تدوير الكرة أمام منطقة الجزاء عند الضغط كما يحدث في (كرة اليد) على طريقة (البارشا).. لخلخة الدفاع المقابل وفتح الثغرات ثم الانقضاض على المرمى..
المدرب ليس جامدا أو متعنتا في تفكيره التدريبي بل مفتوحا ومرنا على كل الخطط.. متكيفا مع العناصر التي لديه والفريق المقابل وظروف المباريات.. فتوجهه نحو تفعيل الناحية الهجومية للفريق لا يعني ضرورة اللعب بمهاجمين اثنين.. فهو اعتمد على اثنين في البداية.. ثم رأى أن وسط الهلال يعج بأسلحة خطيرة رأى أن يستغلها على حساب المهاجم الثاني.. ونشاهده الآن يلعب بمحور ثابت ومحور متحرك..
جيريتس لديه الكثير ويبدو أنه يتجه لتقديم فريق (ثقيل فنيا).. ومن مصلحة الهلال عدم محاسبته مهما كانت النتائج (أقول محاسبته وليس مناقشته) إلا في نهاية الموسم.. هنا يمكن تقييم عمله.. ويكفي أن الرجل يجتهد ويعمل..
ولقياس حجم ما قدمه.. لنتذكر أن كوزمين في موسمه الأول لم يقدم أي شيء مقنع.. وفي موسمه الثاني قدم (نصف فريق) متين دفاعيا ضعيف هجوميا..
ما سبق لا يعني ترشيح (هلال جيريتس) للبطولات فهذا في علم الغيب.. لأن البطولات قد تأتي.. وقد لا تأتي وتخسرها بأخطاء صغيرة أو عوامل خارجية.. وكسب البطولات قبل كل شيء بيد الله وتوفيقه.. ولكن الأكيد أن لكل مجتهد نصيب
الاتحاد يستاهل
النتيجة العريضة للاتحاد على ناجويا.. لا تعكس فقط القوة الاتحادية.. ولكن توضح المردود الإيجابي لتقديم (التسهيلات المستحقة) للأندية المشاركة خارجيا وتوفير أفضل الظروف لها وكيف يجعلها هذا تفعل العجائب.. فالفرق الكبيرة لدينا كالهلال والاتحاد والشباب تمتلك عناصر متميزة ربما مع العنصر الأجنبي قد تتفوق فنيا حتى على المنتخب نفسه أو تقاربه بالمستوى..
ولأنها عادة لا تتمتع بالدعم والمساندة التي يجدها المنتخب.. هذا إذا لم يحدث لها عراقيل ومعوقات.. يجعلها أحيانا تخفق وتفقد فرصة المواصلة للمنافسة.. كما حدث للهلال الذي خرج من بطولات آسيوية بسبب فقد كبير عدد من لاعبيه بالمنتخب.. لمجرد وجود معسكر أو لمنحهم قسطا من الراحة!..
ومن ناحية تفريغ لاعبي الاتحاد قبل مواجهتهم لناجويا بأسبوعين.. وإعفائهم من الدخول في معسكر المنتخب.. وتأجيل عدد كبير من المباريات والدعم المادي.. ومعاملته كما لو كان منتخبا يمثل المملكة.. أثمر أن جعل (منتخب الاتحاد) قريبا جدا من بطولة أندية آسيا والتأهل لكأس أندية العالم للمرة الثانية..
فلعلها تكون منهجية جديدة وثابتة من اتحاد كرة القدم للدعم والوقوف مع الفرق المشاركة خارجيا في البطولة الآسيوية إلى أقصى درجة ممكنة.. بما لا يؤثر بالطبع على مصلحة المنتخب.. عندها سنجد أنديتنا الكبيرة تكتسح أندية آسيا وبكل سهولة..
لا تنسوا الكرامة
سيفرط الاتحاديون بفرصة نادرة إذا ناموا على وسادة الترشيحات وفارق الأهداف الأربعة.. والوصول السهل والمضمون إلى نهائي كأس المحترفين الآسيوي..
فارق الأهداف الأربعة فارق كبير ولكن كسره ليس مستحيلا.. فالاتحاد قبل موسمين خرج من الآسيوية عندما فوجئ بأربعة أهداف تهز مرماه وترمي به خارج المنافسة من فريق سوري كان مغمورا إلى قبل سنوات قليلة..
وإذا لم ينتبه الاتحاد ولاعبوه إلى هذا الدرس فقد يندمون.. فكرة القدم لا أمان لها.. خصوصا أن ناجويا حتما سيختلف مستواه في الإياب.. فسيلعب كامل العدد وعلى ملعبه بعيدا عن الرطوبة التي أرهقته لياقيا في الذهاب..
حكم أثر على ترتيب الدوري
يقال إن لجنة الحكام تتجه نحو إيقاف الحكم عبدالله القبيسي عطفا على الأخطاء التي ارتكبها في مباراة الشباب والفتح.. في المقابل وفي خضم اعتراضه على ما قال إنها أخطاء تحكيمية عصفت بفريقه أمام الفتح انتقد الأستاذ خالد البلطان -رئيس نادي الشباب- من خلال حديث متلفز الحكم القبيسي.. وقال: (إن هذا الحكم في الموسم المنصرم أثر على ترتيب الدوري.. بأخطائه في مباراة الحزم والاتحاد).. ويقصد عندما أنقذ الاتحاد من هزيمة محققة من الحزم..
وأضيف على هذه المعلومة: إن هذا الحكم هو من أخرج الهلال خاسرا من نجران بعد أن ألغى هدفا صحيحا في الوقت الضائع بإشارة من رجل الخط.. ولنتذكر أن الاتحاد حلّ أولا والهلال ثانيا في سلم الدوري للموسم المنصرم!!..
يا لجنة.. ما هي قصة الدوخي؟
في قضية الدوخي أتصور أن لجنة الاحتراف تضع نفسها في موقف محرج.. ليس لخطأ ارتكبته.. ولكن لإخفائها الحقيقة التي قد تدين الطرف الآخر الذي دأب على الضغط عليها إعلاميا وجماهيريا متهما إياها بالوقوف والتعنت ضد تسجيل اللاعب..
هناك حلقة غامضة ومغيبة في مسلسل الدوخي.. فاللجنة لا أعتقد أنها ستمنع الدوخي من النصر بسبب اللائحة.. فبجرة قلم يمكن تجاوز هذه المعضلة وتسجيله كما حدث لعناصر أخرى.. فلماذا لا تفصح اللجنة أن العقبة الحقيقية هي في الاتحاد الذي يطالب بتعويض مادي ليعطي موافقته..
الإعلام الاتحادي مارس صمتا غريبا تجاه هذه القضية.. وجعل اللجنة تقف لوحدها تتلقى الضربات والطعنات للدفاع عن حقوق الاتحاد!.. ولو كان الهلال هو الطرف الآخر في القضية.. لشنّ هذا الإعلام حملة بشعة على الهلال بحجة أنه يريد قرصنة الدوخي مجانا..
والآن وافقت اللجنة على تسجيل اللاعب للنصر بشرط إحضار مخالصة من النادي البلجيكي.. والبلجيكي سيشترط إحضار مخالصة من الاتحاد.. والاتحاد يريد الفلوس.. وضاع الدوخي.. على طريقة (بنت أختي جابت ولد.. سمّته عبد الصمد).. ومشاكل توفير الحليب لعبدالصمد..
من ناحية إنسانية لو تنازل الاتحاد عن مطالباته المادية تعاطفا مع اللاعب وتتويجا لعلاقة الأصفرين.. أعتقد أن اللجنة لن تتوانى عن الموافقة على تسجيله فهو ليس أقل شأنا من لاعبي الطائي والرياض وأبها الذين سجلوا للنصر بعد عراك مع أنديتهم.
ضربات حرة
* كان الأستوديو ناجحا بوجود رؤساء الذهب والنجوم الكبار و(الصيد الذهبي) والمقدم المبدع سلمان المطيويع.. إلا أن الفاصل كان عملا مسلوقا.. تكرار ممل لأربعة أهداف منها هدف كأس حسني مبارك!!.. متجاهلين نهائيات آسيوية في كوريا واليابان وقطر..
* تسرب أن إدارة الاتحاد تقوم سريا بالإعداد والتجهيز لحفل كبير للاحتفاء بالفوز بكأس آسيا!.. المهم ألا تصل هذه الأخبار للاعبين فتصيبهم بالغرور والثقة المفرطة.
* في تصريح تلفزيوني لحارس نجران اتُّهم سعد الكثيري أنه طرد مدافع نجران بإيعاز من سعد الحارثي الموجود على دكة الاحتياط!.. بالمناسبة المدافع لعب على الكرة ولم يكن يستحق الطرد..
* يقول عبدالرحمن بن مساعد إذا لم يأخذ محمد نور جائزة أحسن لاعب آسيوي فهناك خلل في هذه الجائزة..