أصبحت مباريات الهلال بمثابة وجبة دسمة لجماهيره تغنيهم حد الشبع عن متابعة أي مباراة أخرى أو أي نشاط في كرة القدم في تلك الليلة.. حيث يقدم الزعيم فنون ومتعة كرة القدم على شكل كبسولة فيها كل ما يحتاجه المشجع المهووس بكرة القدم.. أقول هذا الكلام بعد الأداء المبهر الذي قدمه الفريق منذ بداية هذا الموسم وانتهاء بمباراة الفتح، فالفريق الأزرق وبالعمل الجبار الذي يقدمه مدربه القدير جيرتس أصبح الفريق الأكثر متعة والأفضل أداء والأكثر تسجيلاً للأهداف.. حيث سجل حتى الآن 18 هدفاً في ست مباريات وبمعدل ثلاثة أهداف لكل لقاء.. فضلاً عن تنوع وتعدد طرق التسجيل وبناء الهجمات والوصول للمرمى وكل ذلك لم يكن ليحدث لولا العمل الكبير الذي يؤديه جهازه الفني والذي قدم لنا كرة قدم هجومية حديثة يعتمد على أحدث الطرق التدريبية في العالم بوجود خمسة لاعبين في الوسط ومهاجم وحيد.. وهي الطريقة التي لم يكن كثيرا من الهلاليين يحبذونها لكن جيرتس ومن قبله كوزمين وباكيتا اكتشفوا أن الهلال وهذه الطريقة صنوان وأن لاعبي الزعيم يجيدون هذه الطريقة دون سواها وبشكل لا يجيده أي فريق آخر.. وكما أن لكل فريق طريقة وأسلوبا معينا فإن الهلال بات الفريق الأشهر والأفضل في تطبيق هذه الطريقة تماماً كما هو برشلونة (مثلاً) لا يلعب سوى ب4-3-3 ويقدم من خلالها المتعة والنتائج البطولات فالفريق الكتالوني وفي كافة درجاته السنية لا يلعب سوى بهذا الأسلوب وهذه الطريقة التي أجادها لاعبوه ونجحوا في تطبيقها بشكل أذهل العالم (الكروي) أجمع وهي لا يمكن أن تتغير مهما تغير اللاعبون أو المدربون.. هكذا هو الهلال إمتاع حد الإشباع وأهداف بكل الطرق ومن كل الاتجاهات وبمهاجم واحد فقط.. هنا يكمن الفرق وهنا تكمن المقدرة الفنية سواء للمدرب أو للاعبيه.. ولذلك أتمنى أن لا يخرج علينا منتقداً الطريقة أو النهج الفني أو مطالباً بوجود مهاجمين لأن الهلال فريق الوسط والمهارة الكروية في بناء الهجمات من المنتصف ولن يستطيع على الأقل في المستقبل القريب التخلص من هذه الطريقة بأي شكل من الأشكال.. وشخصياً لا أجد أي سبب للتخلي عن طريقة اللعب طالما الفريق يؤدي بشكل ممتاز ويصل لمرمى الخصوم ويسجل الأهداف عن طريق معظم لاعبيه.. وبالمناسبة تحدثت في مقال سابق عن أن السيد جيرتس منح الهلال أحد عشر تائباً بطريقة لعبه الرائعة فأصبح الفريق بأكمله يسجل ويصنع ويمرر وفي مباراة الفتح فقط نجد أن ياسر صنع وسجل.. وويلي صنع وسجل والشلهوب صنع وسجل ونيفز صنع وسجل.. وقس على ذلك في بقية المباريات.. وهذه أحد المكاسب المهمة التي صنعها جيرتس في الفريق وأسلوبه الفني.. أمر آخر يتعلق بعودة بعض اللاعبين لمستوياتهم وعلى رأسهم النجم محمد الشلهوب الذي قدم حتى الآن موسما رائعا لسببين الأول أن طريقة اللعب تخدم الشلهوب الذي يتألق عندما يلجأ الفريق للتحضير وسط الميدان وتناقل الكرة والسيطرة عليها عبر التمرير والتمويه والتحرك خلف المهاجم كما كان يفعل أيام باكيتا.. السبب الثاني وهو مهم أيضاً ويتعلق ببرنامج الإعداد الممتاز الذي خضع له الشلهوب لأول مرة منذ مواسم عديدة حيث كان يقضي فترة الإعداد والصيف عادة مع المنتخب وطبيعي أنه لا يحظى بنفس الإعداد والفرصة التي يجدها حين يلعب لناديه.. وعندما خضع لفترة إعداد قوية ومتميزة عاد سريعاً لتألقه.. والأمر ذاته ينطبق على النجم الآخر والعائد للتألق بقوة عبداللطيف الغنام.. حيث يقضي حالياً أفضل فترة له في ملاعب كرة القدم بالمستوى الرائع الذي يقدمه حالياً.. فالغنام حالياً يعيش فترة نضج حقيقية في أدائه بعد أن سلم من الإصابات (ولله الحمد) وأعد جيدا في فترة الإعداد فضلا عن التمارين القوية والقاسية التي يخضع لها حاليا جميع لاعبي الفريق ما جعل الجميع في لياقة بدنية عالية كان لها دور كبير في تقديم اللاعبين أفضل ما لديهم حاليا وتنفيذ طريقة المدرب المرسومة.. وشخصياً أجد عبداللطيف الغنام هذا العام أحد أبرز اللاعبين في الدوري السعودي شأنه في ذلك شأن العملاق أسامة هوساوي حيث الانضباط الفني والجاهزية التامة والحضور الذهني.. والغنام منذ أن كان يلعب في الشباب لم يقدم هذا المستوى المتطور الذي يقدمه حاليا (ما شاء الله تبارك الله) وأراه الأفضل في مركز المحور على صعيد ناديه والدوري وللتذكير أقول عودوا لأداء المنتخب السعودي أمام البحرين وكيف انخفض بعد خروج الغنام الخاطئ من المدرب بوسيرو بعد أن كان أبرز اللاعبين السعوديين وسط الميدان.. وهو حاليا يتطور مباراة بعد أخرى بسرعة اللعب والتحرك وإكمال كل كرة ثلاثية مع زملائه وقد يكون أحد أهم أسرار الأداء الكبير للهلال أمام الفتح..
باختصار أخوف ما يخشاه الهلاليون على فريقهم هو كثرة التوقفات في الدوري وإيقاف رتم الفريق وأدائه فلا يكاد المستوى يرتفع وتتناغم الخطوط وينسجم الإيقاع حتى نفاجأ بتوقف طويل يتجاوز الأسبوعين من أجل مباراة للمنتخب ما يتسبب في هدم العمل الفني والجاهزية الفنية للاعبين في كل فرق الدوري!
لمسات
** في تجسيد لسوء برمجة الدوري السعودي وغياب التنسيق بين اللجان وضعف الروزنامة المحلية ستكون فترة تسجيل اللاعبين المحترفين القادمة في يناير غير ذات جدوى.. حيث لن تستفيد الأندية منها كونه أفضل فريق سيحضر لاعبه الأجنبي الجديد في بدايتها لن يستفيد منه سوى في سبع مباريات فقط في الدوري.. في الوقت الذي يفترض أن تكون هذه الفترة بين الدورين لتكون فرصة للأندية لتعزيز صفوفها واستبدال بعض لاعبيها.. لكن من هو النادي الذي سيدفع مبالغ ضخمة لسبع مباريات فقط في الدوري؟!
***
** أولمبي الهلال فريق مظلوم فعلا من الجماهير الهلالية.. فرغم الأداء الرائع والمواهب الممتازة والنتائج الجيدة التي يحققها الفريق ما زال يعاني غياباً وتجاهلاً من قبل الجماهير.. فالفريق على أعتاب التأهل والمنافسة الحقيقية على كأس فيصل ومع ذلك لا يجد الدعم والمؤازرة الجماهيرية كما يجب.. وقد كان لحضور سمو رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وسمو الأمير نواف بن محمد للمباراة الأخيرة تأثير جيد وأثر كبير لدى اللاعبين في اللقاء الماضي أمام الشباب.
***
** التطور الذي يقوده سمو الأمير نواف بن فيصل لتحديث الملاعب السعودية تحدثت عنه منذ ثلاث سنوات مراراً وتكراراً.. ولا شك أن مبادرة سموه وتفعيل هذا الاتجاه يأتي في إطار الخطوات الكبيرة التي تبذل لتطوير كرة القدم السعودية على كافة المستويات وبالتأكيد فإن إضافة المقاعد للملاعب خطوة مهمة جدا لجذب الجماهير الرياضية التي تحتاج أيضا لتعامل راق داخل الملعب ومزيد من الخدمات المساندة حتى نحظى بأفضل حضور جماهيري ممكن.