التنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم في غاية الأهمية من أجل صحة أبنائنا وبناتنا. ولا نتوقع أن ينجح التعليم في ظل ظروف صحية غير ملائمة، ولذلك فإننا نؤيد فكرة إنشاء مراكز طبية متكاملة داخل مدارس مراحل التعليم المختلفة للبنين والبنات، هذه الفكرة التي تتم دراستها حالياً في وزارة التربية والتعليم ووصلت إلى مراحل متقدمة تمهيداً لرفعها وأخذ الموافقة عليها. ورب ضارة نافعة، فوباء إنفلونزا الخنازير قد رفع مستوى التنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم إلى أعلى مستوى، من أجل الحفاظ على صحة أبنائنا الذين هم بناة المستقبل بإذن الله. وجميعنا يدرك أن الصحة والتعليم من أهم المقومات الحضارية للشعوب، وأي شعب يفتقر إليهما أو إلى أحد منهما فإنه لا شك سيعجز عن البناء!. ولذلك خصصت المملكة جزءاً كبيراً من ميزانياتها السنوية لهذين القطاعين. فعلى سبيل المثال في آخر ميزانية للمملكة كان نصيب التعليم منها قرابة 122 مليار ريال، أي أكثر من ربع اعتمادات الميزانية التي بلغت 475 مليار ريال، أما قطاع الصحة فقد جاء في المركز الثاني من حيث ما تمّ اعتماده له، إذ حظي بـ 52 مليار ريال. وهذا يعني أن الدولة لم تبخل على هذين القطاعين، كونهما قطاعين استراتيجيين وأساسيين كبيرين للنهضة والتنمية. ووجود مراكز طبية داخل المدارس سيعين بإذن الله تعالى على متابعة صحة الطلاب والطالبات أولاً بأول، وخصوصاً أولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة، كما أنها بنية أساسية مهمة في مواجهة أي وباء أو كارثة -لا قدر الله-. ولا شك أن مثل هذه المراكز سيخفف الضغط على المراكز الطبية الخارجية، هذا عدا عن راحة البال التي سينعم بها أولياء أمور طلابنا.

***