الرياض - محمد المنيف:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عقب رعايته أول أمس السبت، حفل افتتاح معرض (بيت أبي) الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع المتحف الوطني في الرياض، على أن تركيز الهيئة الأساسي في جهودها وأنشطتها المختلفة ينصب على خدمة السائح المحلي ولا توجد جهود للهيئة في الوقت الحاضر فيما يخص السياحة الوافدة.
مشيرا إلى أن لدى المملكة اليوم أكبر سوق سياحي هو السوق المحلي، قائلاً: (ونحن نريد أولا أن نكسب السائح المحلي، لأننا ندرك أن أهم سائح بالنسبة لنا هو السائح السعودي الذي يذهب إلى خارج بلاده، ونحن نتطلع إلى أن تتحقق هذا العام نقلات جديدة في عملية تطوير خدمات السياحة المحلية).
وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة أنجزت مرحلة مهمة من البرامج والمشاريع المتعلقة بالآثار والمتاحف والتراث العمراني وتتجه إلى إنجاز مشاريع أخرى مهمة خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى قرب توقيع عقود إنشاء خمسة متاحف رئيسة في مختلف مناطق المملكة، وهناك مشاريع لستة متاحف أخرى هي الآن تحت الدراسة النهائية، كما أن هناك تطويراً شاملاً للقصور التاريخية في عهد الدولة السعودية، حيث تم الانتهاء من ترميم 90% منها، وذلك لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومتاحف حية ومراكز فعاليات تحيي روح الوطنية الحميدة، وتربط المواطنين بتاريخ بلادهم المجيد وتعرف النشء بالأمجاد التاريخية لهذه البلاد العظيمة التي توحدت مع اختلاف ثقافة أهلها وجغرافيتها.
وحول مشاريع تطوير القرى التراثية قال سموه: إنها تسير الآن بشكل قوي، حيث سيتم تحويل جزء مما يتم تأهيله وترميمه من هذه القرى إلى فنادق ومطاعم ومحلات، بالإضافة إلى تحويل جزء منها إلى متاحف حية حتى نوطن تراث هذه المناطق فيها.
وأشار إلى أن الهيئة رخصت لنحو 40 متحفا خاصا بمواصفات عالية، متطلعا في الوقت ذاته إلى أن تنطلق آثارنا الوطنية للعالمية لإبرازها والتعريف بها. وتابع: (لم يعرض ولا 5% مما هو موجود في المملكة، لذا فإن هناك انطلاقة قوية بإذن الله في منظومة المتاحف الجديدة، والمباني التراثية الجديدة التي تتضمن منظومة للمتاحف الخاصة التي ينشئها المواطنون).
وعن استعدادات الهيئة للمؤتمر الدولي الثالث للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في شهر جمادى الأولى 1431هـ قال سموه إننا في الهيئة نعتز كثيرا برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للمؤتمر، وتقوم الهيئة الآن بالاستعدادات التي تليق بهذه المناسبة وهذا التشريف مشيرا إلى أن المؤتمر سيكون مؤتمرا نظريا وعلميا فقط.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن معرض (بيت أبي) مهم بالنسبة لحركة الثقافة في المملكة، في الوقت الذي يحتاج فيه المتحف الوطني إلى حركة فنية ومعارض مستمرة، مشيرا إلى أن هناك خطة لتطوير المتحف الوطني تشمل المعارض والفعاليات.
وأضاف: المتحف الوطني يجب أن يكون متحفاً حياً لا أن يكون متحفاً يعيش فقط في الماضي، فإقامة المعرض المصور تعد مساهمة ممتازة من المجلس الثقافي البريطاني، وفي العام المقبل هناك عدد من المعارض من أهمها معرض الآثار المستعادة من خارج المملكة، إلى جانب المعرض العمراني الوطني خلال المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في العالم الإسلامي.
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد رعى الحفل الخطابي لافتتاح المعارض بحضور الدكتور علي الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف، حيث ألقى رئيس المجلس الثقافي في المملكة أدريان شادويك كلمة رحب فيها بسمو الأمير سلطان بن سلمان والحضور وقدم نبذة تعريفية عن المعرض ذاكرا أن المعرض انطلق في جولة تستغرق عاما واحدا ليجوب ست دول في منطقة الشرق الأوسط هي: سلطنة عمان والبحرين والآن في المملكة ثم الإمارات العربية المتحدة ثم قطر، بعد ذلك ألقى رئيس القسم التجاري في السفارة البريطانية في الرياض بول ويليامز كلمة أشار فيها إلى أن المعرض يجسد العلاقة الطيبة التي تجمع بين المملكة وبريطانيا وهذا المعرض يعد دلالة على التعاون الثقافي بين الدولتين فضلا عن التعاون في شتى المجالات.
وبعد أن قص سمو الأمير سلطان بن سلمان شريط افتتاح المعرض تجول والحضور في المعرض الذي ازدان بمشاركات خمسة فنانين واعدين من منطقة الشرق الأوسط وثلاثة مصورين من المملكة المتحدة بينهم الفائز بجائزة التصوير الصحفي العالمي 2007 م باستخدام الصور الفوتوغرافية الكبيرة النسق والوسائط البصرية السمعية والأفلام لإبراز مدى تأثير بيئة الإنشاءات على الأشخاص والمجتمع وشعوب منطقة الخليج.
ويبرز المعرض تأثير الهندسة المعمارية في التراث الثقافي، ويهدف إلى تحفيز النقاش حول دور المباني التراثية في ثقافة الأمم.