ثمة مثل شعبي يقول (فوق شينه قواة عينه) ونضيف لها بل (ما يشوف) بها أحداً بالطبع هذا الكلام موجه إلى أحد المشعوذين الدجالين الذين قاموا بالاعتداء على رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذين كانوا بقيادة الشيخ عادل المقبل الذي تعرض من قبل الساحر المشعوذ إلى عدة ضربات طالت معه زميلنا الإعلامي سامي الشيباني الذي رافق رجال الهيئة والأمن بتغطية القبض على ساحرين، أحدهما استسلم لرجال الأمن والهيئة بينما الآخر حاول أن يقتل الزميل سامي والشيخ المقبل، وبكل تحدٍّ ووقاحة غير مسبوقة، بل إن المضحك في الأمر أن أحد السحرة قد قبض من المصدر السري (20 ألف ريال) ليشتري به خروفين لذبحهما للجن والعياذ بالله، ونحن هنا لابد أن نشكر رجال الهيئة ورجال الأمن ورجال الإعلام الذين حاولوا تغطية الحدث بالصوت والصورة لفضح هذه الممارسات الحقيرة التي يمارسها السحرة وأمثالهم في بلادنا العزيزة.

***

أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو المبلغ الكبير الذي تقاضاه الساحر قبيل (خزعبلة) يضحك بها على أذقان الناس البسطاء، أما السؤال الأكبر والأضخم لماذا ينتمي السحرة إلى قارة معينة، بل وبلد معيّن؟.. وهل الناس هنا لديهم قناعة ب(خزعبلاتهم)؟.. والأمن يقول لنا لماذا يدفع هذا المبلغ المجزي لقاء حجاب أو خرزة أو تميمية أو أية طلاسم أو حرتقات لا تغني ولا تسمن من جوع.. مع أن هذا المبلغ كفيل بمعالجة المريض في أية جهة طبية؟.. ثم يبقى السؤال الأخير (المحزن) وهو هل وصلت قناعاتنا إلى هذه الدرجة من الاختبال لنصدق المشعوذين على هذا النحو الملفت للأنظار مع أن المملكة تمتلئ بأصحاب الكفاءات من الأطباء والإخصائيين النفسيين؟.. فإلى متى تمتلئ جرايدنا بأخبار السحرة الذين يجنحون للعنف ومقاومة رجال الهيئة؟!.