جدة - واس
أوضح صاحب السمو الفريق الركن فهد بن عبد الله بن محمد آل سعود قائد القوات البحرية الملكية السعودية أن مهمة القوات البحرية لدول الخليج العربي والدول العربية المطلة على البحر الأحمر هي المحافظة على أمن البحر الأحمر ومياه الخليج العربي وخليج عدن؛ لتأمين الملاحة البحرية في هذه البحار باعتبارها شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي ككل، مشيرا إلى أنه يعبرها أكثر من 21 ألف سفينة تجارية سنوياً.
وبين سموه في لقاء صحفي عقده أمس بعد اختتام أعمال المؤتمر المشترك لقادة القوات البحرية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول المطلة على البحر الأحمر بقصر المؤتمرات بجدة أن تأمين الملاحة في هذه البحار من مهام القوات البحرية مجتمعة، بالتنسيق مع القوات الدولية العاملة في هذه البحار التي أسهمت هي أيضاً في الحد من هذه الظاهرة.
وعن مشكلة القراصنة وتأخر الدول العربية في دراسة تشكيل قوة واجب لمكافحتها قال سموه: (إن الملاحة في البحار تحكمها قوانين دولية تحت اسم القانون الدولي للبحار، كما أن الشرعية الدولية تناقش دائماً مسألة القرصنة من عدة جوانب ولا زالت تناقش حتى هذه الدول التي شاركت بالفعل بعد صدور قرارات مجلس الأمن بهذا الخصوص والدول العربية التي شاركت في هذا الاجتماع هي مشاركة أصلا في الميدان، وها هي تكافح وكل يعمل بطريقته وبجهود فردية مع تنسيق فني تقني وهذا ينطبق على بقية الدول). وأضاف سموه قائلاً: (نحن حرصاً منا وتنفيذا للتوجيهات التي صدرت لكل منا من قيادته ندرس قيام قوة واجب ولكن بطرق مدروسة ولها ثوابت، كما أن القرصنة موجودة في مناطق معروفة لذا فإن وضع الآلية أفضل من الاستعجال ولا سيما أن العمل قائم وقد سجلت عدة دول إنجازات في صد القراصنة ومن ضمنها القوات البحرية الملكية السعودية).
ووصف سموه علاقة قوة الواجب مع القوات البحرية من كل الدول العاملة في البحر الأحمر وخليج عدن بأنها علاقة تنسيقية، مشيراً إلى أن الوحدات العاملة في الميدان لم تأت من فراغ وإنما بعد صدور قرارات مجلس الأمن والعلاقة معهم في تبادل المعلومات التقنية وتقديم الدعم الفني. وأفاد سمو قائد القوات البحرية الملكية السعودية بأن مشكلة القرصنة مشكلة دولية وطالت جميع الدول، وإذا زادت ستعم آثارها الاقتصادية كل فرد من جميع دول العالم لأن تبعات الشحن والتأمين وغيرها ستزيد، لافتا إلى أن دول الخليج جزء من هذا العالم تؤثر وتتأثر به وما يهم اقتصاد العالم يهم اقتصادها وما يهم أمن البحر يهم أمن الخليج العربي، كما أن التنسيق مع المملكة العربية السعودية لا ينقطع باعتبارها عضوا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وأشار سموه إلى أن جميع الدول المطلة على البحر الأحمر تعي مسؤولية أمن البحر الأحمر، مؤكدا أهمية استبعاد البحر الأحمر من أية ترتيبات دولية خاصة بمكافحة القرصنة البحرية. وتطلع سموه إلى أن تكون اجتماعات قادة القوات البحرية ناجحة وتصل إلى أهدافها المرسومة وأن تكون مثالا للتعاون والتشاور العربي لتؤكد للجميع توحيد الجهود والأهداف. وعما ورد في بيان الرياض بأن تنامي ظاهرة القرصنة أمام سواحل الصومال ما هي إلا نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية قال سموه: (نحن جميعا نحترم سيادة الصومال ووحدة أراضيه واستقلاله السياسي. ونحن هنا نناقش مشكلة القراصنة والحد منها وحلها بشكل جذري يأتي بعودة السلام والاستقرار للصومال وهذا يأتي باتفاق الاخوة الصوماليين أنفسهم).
وحول سؤال عن عقد هذا اجتماع والاجتماع السابق في مدينة الرياض في شهر رجب الماضي أوضح سموه أن ذلك الاجتماع عقد بمشاركة نفس الدول المشاركة في هذا الاجتماع، وقد صدر عن ذلك الاجتماع بيان رسمي في حينه (بيان الرياض) نص ذلك البيان في إحدى فقراته على دراسة تشكيل قوة واجب تشارك فيها جميع الدول المطلة على البحر الأحمر والخليج العربي. وها هو الاجتماع الثاني الذي اختتم أعماله اليوم وأوصى بوضع آليات لقيام هذه القوة وطريقة عملها وكيفية تنسيقها. وأضاف سموه أنه بعد الإعلان عن الاتفاق على آلية التنفيذ تقوم الدولة رئيسة الاجتماع بإحاطة كل من الأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية ومجموعة الاتصال الدولية بمضمون هذا الإعلان.