في عهد الأمين العام لمنطقة الرياض الأمير عبد العزيز العياف تبدو الرياض وكأنها أدركت أنها بحاجة لتبديل زيها المألوف بآخر يتواكب وتبدل العصر..

الرياض فعلا تتجه نحو العصرنة في تنظيم شوارعها وميادينها وحدائقها ومن حق هذا الرجل أن نشيد به ونفتخر، فعمليات أرصفة الشوارع وحتى مساراتها باتت تشد بجمالها ورشاقتها عيون المارين حتى إن ميدان القاهرة الذي يتوسط الرياض أصبح بمثابة منتجع سياحي لولا أنه لا سبيل للوصول إليه فكل ..

...........ما يحيط به طرق سريعة ومخارج مرنة لا تسمح للمار بالتأمل والاسترخاء...

يراودني حلم أو صورة خيالية لهذا الميدان الرائع لو سنحت لي الظروف لطرحتها على سموه وستكون علامة بارزة وعصرية لمدينة الرياض ومختصرها هو إقامة مجسم لبرج أو قلعة عالية فوق تقاطع طريق مكة المكرمة وطريق الملك فهد وبحيث يكون هذان الطريقان السريعان داخلين تحته على أن يكون عاليا ومرتفعا بشكل يجعل القادم إلى الرياض عبر المنافذ البرية يشاهده من بعد...

لا أعتقد أن تكلفته ستكون مرتفعة أو باهظة نسبة لما سيعطيه من جمال وفخامة ومهابة وحاجة الرياض الفعلية لعنوان يليق بقيمة الرياض السياسية والاقتصادية فكلنا نرى برج (إيفل) وتمثال الحرية وأقواس النصر التي تتزين بها كثير من العواصم حتى كأنها صارت علامات تنافس العلامات التجارية وقد مضى علينا زمن كان برج المياه في المربع هو الصورة التي تميز الرياض ثم انتقلنا إلى برج التلفاز وأخيرا إلى برجي المملكة والفيصلية حتى أصبحت عملية التنقل بين رمز ورمز غير قادرة فعلا على تكوين علامة بارزة لمدينة الرياض صالحة للاستمرار والديمومة، وأظنه آن الأوان للتفكير جديا بمنح الرياض علامتها المميزة بين مدن العالم..

نعم قصر الحكم وميدان الصفاة أصبح اليوم مبهجا للنفس ويدعو للفخر لكنه لا يصلح أن يكون علامة تميز لكونه واسعا ومتمددا وحتى قصر المصمك وقصر المربع وبرغم القيمة التاريخية لهما إلا إنهما يبقيان مواقع تاريخيه لهما قيمتهما المختلفة عن الهدف المرجو تحقيقه من إنشاء مجسم يجمع التاريخ والحاضر والمستقبل بكل الأبعاد السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية...

إن الرياض وهي عاصمة هذا الوطن تستحق علامة مميزة ثابتة ومعبرة عن القيمة التي وصلت لها هذه البلاد بين دول العالم وبرج يشيد بعلو شاهق يتلاءم وأبراج قصر المصمك من حيث الشكل واللون، ويختلف من حيث التصميم والإنشاء والحجم ويسمح من خلال استخدام التقنية الحديثة من إظهار كافة جوانب التطور والمزايا التي تتميز بها الرياض والبلاد بشكل عام وفن الهندسة المعمارية التي وصلت إليها بلادنا ونعتز ونفتخر بها، وإذا كان ولابد من رسم صورة ولو حرفية لحلم أو صورة خيالية راودتني فأقول: إن البرج المتكون من أربع قواعد ترتفع حتى تتجاوز السقف النظامي لمسار الطريقين المتقاطعين تحته ثم تبدأ كل قاعدة بالتمدد الأفقي شيئا فشيئا حتى تتلاقى على علو مرتفع مع وجود فواصل بين طبقات تغلف المظهر الخارجي ويمكن استخدام هذه الطبقات لرسم أو نقش أو حتى لصق مجسمات بشكل هندسي لا تخل بقيمة البرج أو القلعة الشكلية كما أن استغلال الاضاءات من الداخل ستضيف روعة وجمالا، وإذا قيل: إن هناك منفذا من طريق الملك فهد إلى طريق مكة المكرمة وعلى علو أيضا فأقول سيكون من روعة وجمال هذا المشكل أن يكون داخلا في البرج من جهة وخارجا من الجهة الأخرى...