Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/10/2009 G Issue 13543
الثلاثاء 08 ذو القعدة 1430   العدد  13543
ممر
وزير الإعلام.. (الجديد)..
ناصر صالح الصرامي

 

اختيار وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة موقعاً إلكترونياً كمنبر للحوار مع الزملاء الكتاب، له دلالات إيجابية، فالموقع الإلكتروني بطبعه تفاعلي وبالتالي يتيح متابعة ردود الأفعال عبر التعليقات التي ستتعرض لفرز الوزير وفريقه، فالرد الوزاري بقي على الموقع لأيام وشهد تفاعلاً جيداً وحصل على بعض التعليقات المفيدة.

لكن هذا ليس كل شيء، فإضافة إلى كون الموقع الإلكتروني حيزاً محايداً بين الصحف التي يفضل الوزير الدبلوماسي الوقوف منها على مسافة واحدة، إلا أنه كان حاضراً على الإنترنت من خلال موقعه الشخصي (..) الذي نثر عليه إبداعاته الشعرية، وكانت أول مناوراته التفاعلية بعد الحقيبة الوزارية عبر الفيس بوك، حيث تضم مجموعته عدداً كبيراً من الصحفيين والإعلاميين والمفكرين.

ماذا يعني ذلك؟، يعني أننا أمام وزير إعلام يُدرك مسبقاً قيمة الإعلام الجديد ووسائل الاتصال الحديثة ويعرف أهمية توظيفها، طبعاً إلى جانب الوسائل الإعلامية المعروفة ولن أقول التقليدية، حتى لا يزعل رؤساء التحرير.

وسأرفع سقف التوقعات هنا إلى مستوى أعلى، وأتوقع أن يكون الإعلام الجديد هو إضافة الوزير أو لمسته الخاصة في تاريخ الإعلام السعودي، من خلال تبني المشاريع الجديدة ودعمها وبالطبع خلق برامج تدريب وتأهيل ملائمة للصحفيين للدخول في هذا المجال، نحو إنشاء مؤسسة أو وكالة تعنى بالإعلام الإلكتروني.

المرحلة التالية مرشحة لبناء إعلام سعودي قادر على استمرار قوة النفاذ والحضور في مرحلة الإعلام الجديد التي تتشكل اليوم باتجاه أخذ السيطرة الكاملة خلال سنوات قليلة، وهو أمرٌ تظهره الأرقام والإحصائيات لمتصفحي المواقع الإعلامية على الإنترنت ومشتركي الخدمات الإخبارية للهواتف المتحركة مقارنة مع عدد مبيعات الصحف التقليدية مجتمعة لعقود، سطوة الإعلام تذهب للوسائل الحديثة، إلى جانب الصندوق الملون، وهذه الثلاثية الآن (الإنترنت، التلفزيون، الجوال)، تتجه للاندماج بأساليب مختلفة لإيصال الخبر والمشهد والتعليق والترفيه والتفاعل اللحظي.

وفيما تُقام على الطرف الآخر مؤسسات حديثة تستعد للسيطرة على المشهد الإعلامي، يحق أن نتحدث عن مؤسساتنا الصحفية بحكم أن أصبحت تقليدية وتحتاج إلى إنعاش جديد بتحولها إلى شركات مساهمة، توسيع قاعدة الملاك المؤسسين - الذين غادر غالبيتهم الحياة -، وبالتالي التوسع في ضخ استثمارات جديدة باتجاه التحول من التقليدية إلى الإعلام الجديد، وهو بالمناسبة الحل الأمثل إن لم يكن الوحيد الذي يتيح لها البقاء والتأثير.

إلى لقاء

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد