Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/10/2009 G Issue 13543
الثلاثاء 08 ذو القعدة 1430   العدد  13543
الحقيقة شمس
فلتلهثوا خلف قافلتي!
رجاء العتيبي

 

رضا الناس غاية لا تدرك، واتقاء شرهم هو الآخر أمر متعذر، وطالما الأمر كذلك، فالأفضل تركهم يلهثون خلف قافلتك، فالعمل هو الرد المناسب لكل من يسعى إلى طمس تاريخك أو محاولة تشويه منجزاتك، يمكنهم أن يقولوا ويقولوا ويقولوا، ولكنهم لا يستطيعون تقييد أقدامك، ولا إيقاف تفكيرك ولا هدم المساحة التي خلقك الله لتعيش فيها، ولا إيقاف رزقك.

وطالما الحياة فيها الخير والشر، فلنكن الخير، وهم الشر، على اعتبار أن الحياة بعواقبها، ونهاياتها ومصيرها، فليس المهم أن يكسبوا في منتصف الطريق، ولكن المهم أن تكسب أنت في نهاية الطريق.

البعض لا يستحق أن يشغلوا مساحة من تفكيرك، ولا ثواني من (هواجسك)، لا يستحقون مجرد (تذكرهم)، فخيالك تستحقه أفكار العمل، ومعاني السلام، وقيم الحب، فبدون الناس الأسوياء لا قيمة للصداقة، وبدون دفع الناس بعضهم لبعض تفسد الحياة، وليكونوا قابيل القاتل، ليبيئوا بكل الآثام.

هنيئا لكل {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}بأطنان الذنوب، وهنيئا لهم بموازين أخف من جناح البعوضة، وهنيئا لهم بانتصارات وقتية يحسبون من خلالها أنهم {يُحْسِنُونَ صُنْعًا}، وهنيئا لهم بالعقد النفسية التي تجعل (صغائر) الأمور (كبارا) في نظرهم، وهنيئا لهم بنتائج (النميمة) و(الغيبة) و(البهتان) و(القذف)، وهنيئا لهم بقطعة لحم من فخذ (حمار) يحمل أسفارا.

لا يوجد بشر على هذه البسيطة إلا ويوجد له أشرار يتعقبون نجاحاته، ويفسدون منجزاته، ويشوّهون أعماله، وطالما الأمر كذلك، فالحمد الله أن الناجحين لا يقومون بهذا الدور، والحمد لله أولاً وآخر أننا نعرف جيدا.. أي الفريقين أهدى وأضل سبيلا.. لهذا لا يمكن أن نلهث وراء قامة ناجحة، بقدر ما نسير بجوارها في منافسة شريفة تزيد الطرفين إبداعاً وتألقاً.



Nlp1975@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد